أواخر العام الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن حكومته لن تتوقف عما سمّاها “خدمة الشعب” حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة المحددة في عام 2023، متجاهلاً كل الأصوات المعارضة والداعية إلى إجراء انتخابات مبكرة.
ومع علو تلك الأصوات مجدداً خصوصاً خلال الأشهر الأخيرة، كشفت نتائج استطلاع رأي أن أردوغان، سيخسر السباق في الانتخابات الرئاسية القادمة، إذا واجه أحد 3 منافسين.
فقد أشارت نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة “متروبول” للأبحاث، إلى أن الرئيس التركي سيخسر السباق في الجولة الثانية بالانتخابات الرئاسية، إذا كان أحد منافسيه بالجولة الثانية عمدة بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، أو عمدة بلدية أنقرة منصور يافاش، أو زعيمة حزب الخير ميرال أكشنار.
وبحسب المعلومات التي كشفها رئيس المؤسسة أوزار سنجار، فإنه إذا كان المرشحان في الانتخابات الرئاسية هما أردوغان وأكرم إمام أوغلو المنتمي لـ حزب الشعب الجمهوري، فإن 39% من المقترعين الأتراك سيصوتون لأردوغان و50% لأكرم إمام أوغلو.
كما أوضح أن وفي حال كان خصم أردوغان، هو منصور يافاش المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، ستذهب أصوات 49.4% من الناخبين إلى يافاش و37.5% إلى أردوغان.
أما إذا كانت أكشنار زعيمة حزب الخير في مواجهة أردوغان بالجولة الثانية، فسيحصل أردوغان على 38.5% من الأصوات وأكشنار على 42.5%.
النظام البرلماني
ووفقًا لهذا الاستطلاع، فإن أردوغان لديه فرصة للفوز في الجولة الثانية إذا كان خصمه هو رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، في هذه الحالة فقط، سيتمكن أردوغان من الحصول على 42.5% من الأصوات وكيليتشدار أوغلو على 39.7%.
الجدير ذكره أن النظام البرلماني كان انتهى زمنه في تركيا في أبريل من عام 2017، حين أجري استفتاء انتقلت بموجبه البلاد إلى النظام الرئاسي، وحددت فترة كل دورة رئاسية بـ5 أعوام.
ولطالما طالبت المعارضة بتغيير الحال، حيث اعتبر كيلتشدار أوغلو أن تركيا بحاجة إلى نظام برلماني معزز ببرلمان قوي ورئيس وزراء، إضافة إلى تنفيذ فعال لمبدأ فصل السلطات.
وشدد في لقاء قبل أشهر، على أن أي جهد لتغيير الدستور يجب أن يشمل بالتأكيد العودة إلى النظام البرلماني، ملقياً اللوم على أردوغان في محاولته تحويل أجندة البلاد، بما في ذلك المشاكل الاقتصادية والفقر والبطالة وانعدام السلام الاجتماعي، بحسب تعبيره.
وفي نفس الفترة، أكدت زعيمة حزب الخير ميرال أكشنر، على أهمية الأحزاب السياسية باعتبارها الهيئات الرئيسية التي تعمل على إيجاد الحلول لمشاكل تركيا، وانتقدت ما سمّتها “البيئة السياسية” التي تضع كل الأطراف ضد بعضها بعضا.
يذكر أن الفوز الكبير الذي حققه مرشح المعارضة التركية لرئاسة بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في اقتراع الإعادة الذي جرى في يونيو الماضي من عام 2019، حين تمكن من إلحاق هزيمة بمرشح حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء الأسبق بن علي يلدريم، أعاد النقاش حول النظام الرئاسي في البلاد مجدداً.