يُسلّط هذا المقال الضوء على إحدى أكبر ثروات السودان الحيوية “الذهب”، ومن يسرقه.. وايضاََ يسلط الضوء على أفعال الولايات المتحدة الأمريكية التي اقعدت السودان لمدة ٥٠ سنة.
ة يُعتَبر البلد الشمال أفريقي أحد أهم مُنتجي المعدن النفيس في القارة، ويحاول توضيح بعض أوجه الهدر والسرقة التي تطول عملية إنتاج الذهب بالكامل، بدءا من استخراجه من المناجم عن طريق الأفراد أو الشركات أو الحركات التي صنعتها أمريكا ودعمتها.. وحتى وصوله لأيدي المستثمرين الخارجيين والداخليين، مرورا بفقد كميات كبيرة تُهرّب وتُسرق لصالح كيانات ودول أخرى، وهي معلومات تأتي عن طريق عدد من التقارير الحكومية المطوّلة وبعض المواطنين ، وعدد من المصادر الحية.
هنالك شركات تعمل مع الحركات المتمردة ذات الولاء لأمريكا لأنها هي من دعمتها.. في غرب البلاد والجنوب وجنوب كزدفان يتم تهريب الدهب بواسطة الحركات والمستفيد أمريكا ولا تريد بهذا البلد خير.
ومن الحركات التي صنعتها الحركة الشعبية بقيادة قرن وقدمت لها الدعم السخي والتدريب والتسليح.. كل شي له مقابل.. وكانت مواقف الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن والأمم المتحدة تقف أمريكا ضد مصالح السودان.
في موقف جماعي نادر اتخذت الحكومة السودانية ومعارضيها بالداخل موقفا موحدا برفض تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية التي ادلت بها في نيروبي قبل وبعد اجتماعها بزعيم (الحركة الشعبية لتحرير السودان) العقيد جون قرنق معلنة من خلالها تكثيف دعم بلادها للحركة . واعلن قياديون من الطرفين (الحكومة ـ المعارضة) رفضهم الكامل للموقف الامريكي الذي اجمعوا على انه يهدف الى فصل الجنوب عن الشمال بيد ان الطرفين تبادلا الاتهامات فيما يتعلق بتحمل مسئولية التكالب الدولي على البلاد ومسئولية تدويل القضايا السودانية. وبالرغم من الموقف الموحد الرافض للنوايا الامريكية الا ان دوافع هذا الرفض بدت متباينة. ففيما تتحدث القيادات الحكومية عن موقف الادارة الامريكية الهادف لاسقاط الحكومة تحدثت قيادات المعارضة عن رفضها للموقف الامريكي على اعتبار انه سيناريو مفروض من الخارج ولايوافق هوى السودانيين, على حد تعبير بعضهم, ومن جهتها اعلنت القوات المسلحة السودانية على لسان الناطق الرسمي باسمها استعدادها الكامل للذود عن البلاد.
وقال الفريق الركن محمد عثمان يسن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني لـ (البيان) ان الموقف الامريكي ليس بجديد وكل ما هنالك ان امريكا نقلت موقفها من السر الى العلن وهذا بالنسبة لنا كعسكريين لاجديد فيه والامر متروك لاخواننا (في وزارة الخارجية) وطبقا لقول الناطق الرسمي فان حركة قرنق لن تستطيع فعل اي شيء لانها لم تعد قادرة على ذلك ونفى الناطق الرسمي.
التزام الجيش السوداني بوقف اطلاق النار المعلن من قبل الحكومة السودانية مشيرا الى التأمين الكامل المفروض على جميع خطوط النقل والانتاج والتصدير لخام البترول السوداني. وفي الاوساط الحكومية السياسية قال محمد الحسن الامين امين دائرة القوى الشعبية عضو هيئة قيادة الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) ان امريكا ظلت منذ قيام هذه الحكومة تسعى الى تطويقها واسقاطها بكل السبل التي تتوافر لها فقد سعت الى ذلك من خلال المنظمات الدولية وكانت نتيجة لذلك مجموعة من القرارات التي صدرت من مجلس الامن في الفترة السابقة وعندما فشلت على هذا الصعيد لجأت الى دعم قوات قرنق سرا, وهاهي وزيرة خارجية امريكا تعلنها على رؤوس الاشهاد بان بلادها ستدعم قرنق في كل المجالات العسكرية والسياسية واردف الامين قائلا الآن بات على المعارضة الشمالية ان تحدد موقفها من حركة قرنق التي تؤكد انها لن تسعى للحل السلمي او الحل السياسي.
من الواضح لكل سوداني حر و وطني أن الولايات المتحدة الأمريكية لاتقدم شي غير التهديد و الوعيد.. بل تأخذ دون مقابل مفيد للوطن.
الناظر للتاريخ الأمريكي جله نهب ثروات الدول الفقير والضعيغة.. وصناعة الموت والعراق ليست بعيد نموذج وفي السابق الصومال وأفغانستان.. هل نتظر حتى تطبق النموذج العراقي حتى نتحرك.
خالد الخالدي