طرد أهالي ريف مدينة المالكية التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، أمس الثلاثاء، قوات روسية كانت تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية، في ظل تصاعد الغضب الشعبي بين السوريين من الوجود الروسي في بلادهم، بحسب خبراء.
وكانت القوات برفقة آليات عسكرية وسيارات مزودة برشاشات ثقيلة، لإنشاء القاعدة في قرية بورزة، لكن الأهالي رفضوا وجود قوات روسية في مناطقهم وطردوها منها، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأدت ثورة أهالي ريف مدينة المالكية إلى انسحاب القوات الروسية من المدينة، التي تتمتع بموقع استراتيجي من حيث وقوعها في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا.
ويؤكد الباحث السوري في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، سمير التقي، بحسب موقع (الحرة)، تصاعد غضب السوريين من الوجود الروسي في بلادهم، مشيرا إلى أن أهالي هذه المنطقة، وهم يتكونون من أكراد وسريان وعرب، “ضاقوا ذرعا من ممارسات الروس”.
ويوضح التقي أن القوات الروسية كانت تعتمد على بعض القوى المحلية والعشائر في هذه المنطقة، “لتشكيل ميليشيات، كانت تقوم بأعمال البلطجة، ما أثار استياء المواطنين، وخوفهم”.
الخوف من المليشيات ورفض التواجد الروسي
ويضيف أن الأهالي رفضوا إقامة القوات الروسية قاعدة عسكرية “لأنهم يخشون أيضا أن تقوم الميليشيات التابعة لها بأعمال ترهيب والاستيلاء على أراضيهم، فضلا عن أنهم يرفضون التواجد الروسي وقوات النظام في مناطقهم من الأساس”.
ويحدد التقي أسباب تصاعد الغضب الشعبي السوري من التواجد الروسي، الذي انتقل إلى مناطق أخرى كثيرة، مثل درعا، وريف السويداء، وجنوب إدلب، وشرق الفرات.
فقد شهدت منطقة القريّا وأطرافها بريف السويداء الغربي، عند الحدود الإدارية مع ريف درعا الشرقي، جنوب سوريا، الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين عناصر من (الفيلق الخامس)، الذي أنشأته روسيا، من جهة، ومسلحين محليين من السويداء، من جهة أخرى.
ويشير التقي إلى أن من أسباب التوتر الذي تصاعد في الآونة الأخيرة “هو أن العشائر العربية قبلت بالوساطة الروسية واستسلمت قطاعات كبيرة من المعارضين، من ضباط وعسكريين، لكن في النهاية جرت عمليات قتل للمعارضين”.
وأكد التقي أن الآونة الأخيرة “شهدت عمليات مضادة للروس، واغتيالات لضباط كبار في أجهزة الأمن السورية، كرد على عمليات الاغتيال التي استهدفت معارضين”.