قالت صحيفة “أوبزرفر” البريطانية إن اللاجئون السوريون يشعرون بالأسى لفقدان ملاذهم الأخير في السودان نتيجة لقرار الحكومة السودانية إلغاء إعفاء السوريين من تأشيرة الدخول المسبقة إلى البلاد، ومراجعة جميع الجنسيات التي مُنحت لأجانب على مدى العقدين الماضيين؛ ترك آلاف السوريين عالقين داخل السودان وخارجه.
وأشارت الصحيفة إلى أن السودان كان حتى نهاية العام الماضي الدولة الوحيدة في العالم التي يمكن للسوريين السفر إليها من دون تأشيرة واصبح ملاذهم الأخير، ومثّل ملاذا فريدا للاجئين السوريين الباحثين عن حياة جديدة بعيدًا عن بلادهم التي مزقتها الحرب الأهلية الوحشية.
قرارات وزارة الداخلية السودانية:
وكانت وزارة الداخلية السودانية أعلنت في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2020 إلغاء قرار إعفاء السوريين من تأشيرة الدخول المسبقة إلى البلاد، وذلك بعد نحو 20 عاما على سريان العمل بالقرار.
كما قامت السلطات السودانية بحملة ألغت خلالها 3500 جواز سفر قالت إنه تم الحصول عليها بطرق غير قانونية خلال 30 عامًا الماضية، ووفقا لتقرير “أوبزرفر” فإن العديد ممن جردوا من الجنسية السودانية في تلك الحملة أصولهم سورية.
سياسة الترحيب السودانية:
وتشير الصحيفة إلى أن سياسة الترحيب باللاجئين السوريين التي انتهجها السودان في مجالات عدة، من ضمنها التعليم والعمل، إضافة إلى إمكانية دخول البلد من دون تأشيرة؛ أسهمت في زيادة عدد السوريين بالسودان خلال سنوات الحرب السورية.
وخلال السنوات الأخيرة، أصبح السودان مركزًا لحفلات الزفاف التي تقيمها العائلات السورية المقيمة بالبلد والمغتربين السوريين في بلدان أخرى، وذلك لكونه أحد البلدان القليلة التي يمكن لجميع الأطراف الوصول إليها بسهولة.
وأورد تقرير الصحيفة تصريحا لسيدة سورية من مدينة دمشق، تقول إن حفل زواجها تأجل بسبب تأخر الحصول على تأشيرة للسودان، بعد عام من التأجيل المرتبط بالأوضاع التي فرضها تفشي وباء كورونا، وتعرب عن خشيتها من أن يطول انتظارها للتأشيرة التي لم تتلق ردا بشأنها بعد.
كما أورد التقرير إفادات لمواطنين سوريين يشعرون بالأسى بعد أن خابت آمالهم في الهرب من جحيم الحرب في بلادهم إلى السودان بحثا عن العمل والأمن، وهناك آخرون حرموا من رؤية عائلاتهم أو باتوا عالقين في السودان بسبب القرارات الجديدة المتعلقة بالتأشيرة والجنسية السودانية.
وتشير أحدث التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن عدد اللاجئين السوريين في السجلات الرسمية بالسودان بلغ حوالي 100 ألف لاجئ، في حين تشير التقديرات غير الرسمية إلى ضعف هذا العدد.