يستمر التوتر على الحدود بين السودان إثيوبيا في أعقاب العملية التي نفذها الجيش السوداني لاستعادة أراض بمنطقة الفشقة. وفي أحدث التصريحات الصادرة من أديس أبابا، قال رئيس الوزراء آبي أحمد إن موقف بلاده لا يعبّر عن ضعف بل عن قوة وصبر، بحسب تعبيره.
ورأى رئيس الوزراء الإثيوبي أن الدعوة إلى عدم الدخول في حروب وصراعات مع الآخرين ونبذ الكراهية لا تعتبر
عجزا، وأن “عرض السلام على الذين يخترقون الحدود وإظهار المحبة لمن يتحدون البلد واختيار المسار الدبلوماسي
مع الغزاة، لا يعتبر ضعفا، بل هو رمز للقوة والتواضع والصبر”.
وأضاف أن التواضع يعطي نتيجة قوية مهما كانت الظروف، بحسب تعبيره.
وجاء ذلك بعدما قال وزير الدفاع السوداني الفريق الركن يس إبراهيم يس -يوم الأحد- إن إثيوبيا تقوم بتعبئة وحشد
عسكري في المناطق المواجهة للقوات السودانية في منطقة الفشقة شرقي السودان.
البيان
وأضاف في بيان تلاه عقب اجتماع لمجلس الدفاع والأمن، “رغم ذلك نؤكد أن قواتنا ستظل باقية في أراضيها؛ حفاظا
على السيادة التي نصّت عليها المواثيق والاتفاقيات التي تؤكد أحقية السودان في أراضي الفشقة”.
وناشد الوزير أديس أبابا “سحب قواتها مما تبقى من مواقع ما زالت تحتلها في مناطق مرغد وخور حمر وقطران
(شرق)، بأسرع ما يمكن، التزاما بالمعاهدات الدولية، واستدامة لعلاقات حسن الجوار”.
وبسبب نزاع مستمر منذ عقود على منطقة الفشقة الحدودية، اندلعت الشهر الماضي اشتباكات بين الجيش السوداني
وبين مليشيات إثيوبية، استمرت أسابيع، وانتهت بسيطرة الجيش السوداني على أراض شاسعة.
وتقول الخرطوم إنها استعادت أراضي سودانية كانت تسيطر عليها تلك المليشيات منذ نحو 20 عاما، بينما تقول أديس
أبابا إن الجيش السوداني استولى على معسكرات داخل الأراضي الإثيوبية.
الانتشار العسكري في الحدود كان بإرادة محلية وبتوافق حكومي
وفي سياق متقارب أكد رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان أن الانتشار العسكري في الحدود مع إثيوبيا
جاء بإرادة محلية دون تحريض خارجي، وأن السودان لا تريد الحرب، كما أكد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك دعمه
للعملية العسكرية، وذلك ردا على اتهامات إثيوبية.
وقال البرهان، وهو القائد العام للقوات المسلحة، إن اعادة انتشار الجيش السوداني في الحدود مع إثيوبيا بشرق
السودان جاء بإرادة سودانية كاملة وبعد تنسيق كامل مع الجهاز التنفيذي في الدولة.
ونفى البرهان وجود أي جهة تحرض السودان على الاعتداء على إثيوبيا، وقال إن الخرطوم لا تريد حربا معها.
وافتتح البرهان وحمدوك مساء السبت “مبادرة القطاع الخاص لدعم القوات المسلحة”، بحضور عدد من أعضاء
مجلس السيادة والوزراء وضباط في الجيش والشرطة ورجال الأعمال.
وخلال الفعالية، أكد حمدوك “الدعم اللامحدود للجهاز التنفيذي ومساندته للقوات المسلحة في بسط سيطرتها على كافة الأراضي السودانية”.