شنت القوات المسلحة التركية اليوم هجمات متعددة على قوات النظام السوري وأوقعت بها خسائر فادحة في أول أيام ما بعد المهلة التي منحها الرئيس أردوغان لقوات نظام بشار الأسد للعودة إلى حدود اتفاق سوتشي.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم عن إسقاط مقاتلتين للنظام السوري من طراز سوخوي 24. وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية أن إسقاط المقاتلتين التابعتين للنظام السوري جاء إثر مهاجمتهما مقاتلات تركية.
كما أوضح البيان أن القوات التركية دمرت 3 منظومات دفاع جوي للنظام السوري، بينها واحدة تسببت في سقوط طائرة تركية مسيرة في إدلب.
وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أفادت فيما أن قوات النظام أسقطت طائرة مسيرة تركية في محيط مدينة سراقب بريف إدلب، كما أعلنت وكالة الأنباء السورية أن القوات التركية استهدفت طائرتين حربيتين سوريتين في إدلب وأن الطيارين هبطوا منهما بسلام.
وبحسب وكالة الأناضول فقد خرج مطار النيرب العسكري في حلب عن الخدمة بعد استهدافه من قبل الجيش التركي.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن “عملية درع الربيع ضد قوات النظام السوري في إدلب بدأت عقب الاعتداء الغادر على القوات التركية في 27 فبراير/شباط المنصرم”.
وأضاف أن حصيلة خسائر النظام السوري جراء العملية حتى الآن شملت تحييد ألفين و212 عنصرا، وتدمير طائرة مسيرة، و8 مروحيات، و103 دبابات، و72 من المدافع وراجمات الصواريخ، و3 أنظمة دفاع جوي.
وأكد أن لا نية لدى بلاده في الصدام مع روسيا، وأن هدفها “هو إنهاء مجازر النظام ووضع حد للتطرف والهجرة”.
مناطق القصف
وتتزامن هذه التطورات مع تكثيف الجيش التركي قصفه المدفعي وبالطائرات المسيرة لعشرات المواقع التابعة للنظام في ريفي إدلب وحلب منذ ليلة أمس، واستعادة المعارضة قرى جديدة في المنطقة.
وقال مراسل الجزيرة في وقت سابق إن القصف التركي تركز بشكل كبير في محيط مدينتي سراقب ومعرة النعمان وقرى جبل الزاوية بريف إدلب، بالإضافة إلى مواقع بريف حلب الغربي.
وأشار إلى أن طائرات مسيرة تركية استهدفت مواقع قوات النظام في حي جمعية الزهراء ومطار النيرب العسكري بحلب،
وأكد أن استهداف مواقع النظام تزامن مع اشتباكات عنيفة خاضتها المعارضة السورية في ريف إدلب، أسفرت عن تقدمها ودخولها إلى قرى القاهرة وقليدين والعنكاوي في سهل الغاب بريف حماة.
ونقل المراسل عن المعارضة أنها قتلت عشرات الجنود ودمرت عددا من الآليات، كما تصدت لمحاولات قوات النظام التقدم في جنوب سراقب.
وذكر المراسل بأن المعارضة المسلحة سيطرت على بلدتي سْفُوهُنْ والفَطِّيرَة بريف إدلب الجنوبي.
كما أفاد بأن تسعة مسلحين من حزب الله اللبناني قتلوا، وأصيب عدد آخر في المعارك.
والتوازي مع ذلك، ذلك ارتفع عدد قتلى غارات النظام وروسيا على إدلب وريف حلب إلى ثمانية مدنيين.
قتلى إيرانيون
على صعيد آخر، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن 21 مقاتلا من لواءَي “فاطميون” و”زينبيون”، قتلوا أثناء المواجهات المسلحة الأخيرة في إدلب.
وقد دعت قيادة القوات الإيرانية في سوريا -التي تعرف نفسها باسم المركز الاستشاري الإيراني في سوريا- أنقرة للتصرف بحكمة لضمان مصالح الشعبين التركي والسوري.
وأفاد المركز بأن القوات التركية في سوريا كانت في مرمى “قوات المقاومة” طوال الشهور الماضية، لكن لم يتم استهدافها نتيجة الاتفاقيات السياسية وقرار القيادات العسكرية.
وأضاف المركز أن “القوات التركية استهدفت قواتنا في الأيام الماضية. وعلى الرغم من جهودنا لحل الوضع، استمرت الهجمات التركية مما أدى إلى مقتل عدد من أفراد قواتنا”.