عادت الأحداث الساخنة بالشرق للسطح مرة أخرى أمس (الأحد)حيث شهدت ولاية البحر الأحمر احتجاجات غير مسبوقة وصلت حد إغلاق الميناء بصورة كليه ولم يتوقف الإغلاق عن حد ميناء بورتسودان فقط حيث شمل الإغلاق
ميناء سواكن وسبق ذلك إغلاق للطريق القومي(الخرطوم، سنكات) كل ذلك يأتي احتجاجاً على اتفاق مسار الشرق المضمن داخل اتفاق جوبا، حيث يناهض العشرات من أبناء الشرق الاتفاق يصفوه بغير الملبي لأشواقهم وأن يمثل فئة محدودة لا تمثل أهل الشرق.
تصعيد مبكر
بدأت التعبئة للأحداث التي شهدتها بورتسودان مبكراً أي قبل التوقيع على اتفاق السلام بجوبا لدرجة جعلت حكومة البحر الأحمر تعلن عن إغلاق الطريق القومي (الخرطوم، سنكات) بعد علمها بأن جهات ترتب للاحتجاج ضد مسار الشرق
والإعلان عن مناهضة اتفاق مسار الشرق كان واحداً من أبرز توصيات مؤتمر سنكات الذي اختتم اعماله قبل توقيع اتفاق السلام بساعات، تواصلت التعبئة بشكل أكبر (الاحد) بعد قيام محتجين بالتظاهر في مدينة بورتسودان
وتعطيل بعض المرافق المهمة عبر الاعتصام أمامها لدرجة جعلت الشرطة تقف متفرجة أمام موجة الاحتجاج الجماهيري التي حظيت بسند وتأييد من بعض المكونات الاجتماعية بالبحر الأحمر.
إغلاق للميناء
منتصف نهار الأحد تحرك المحتجون من سوق المواصلات بمدينة بورتسودان صوب ميناء المدينة وهم يرفعون شعارات تندد باتفاقية مسار الشرق الموقعة ضمن المسارات الخمسة بجوبا، بعدها قام المحتجون بإغلاق الميناء بشكل كلي عبر استخدام رافعات الشحن الثقيلة،
يقول رئيس نقابة النقل البحري عبود شربيني إنهم ضد اتفاق الشرق الموقع بجوبا وأن الاتفاق لا يمثل كل أهل الشرق وأن فئة معزولة شكلت المسار وصارت تتحدث بلسان الشرق وأنهم يرفضون المسار جملة وتفصيلا وفي إطار إجهاض الاتفاق اتخذوا وسائل سلمية لمقاومة الاتفاق عبر الاحتجاج
وإغلاق الميناء للضغط على الحكومة ويقول شربيني إنهم قاموا باغلاق ميناء بورتسودان بصورة كلية وأن تصعيدهم سيكون مستمراً إلى حين التراجع عن المسار،
يمضي بالقول قمنا أيضاً بإغلاق ميناء سواكن وستقوم الجماهير بإغلاق كل الموانئ للضغط على الحكومة وإيقاف تنفيذ مسار الشرق.
رد فعل غاضب
مسار الشرق المغضوب عليه والموقع ضمن المسارات الخمسة بجوبا يعد من المسارات الأكثر تعثراً في التفاوض وكان من آخر المسارات التي حسمت الأمور حولها بسبب اختلاف أهل الشرق حوله، يعد خالد محمد إدريس المعروف بخالد شاويش هو مهندس مسار الشرق،
سيما وأنه يعتبر الرجل الثالث في الجبهة الثورية بعد تكليفه بمنصب الأمين السياسي بالثورية فوق ذلك هو رئيس الجبهة الشعبية المتحدة التي وقعت كأبرز ممثل للشرق في اتفاق جوبا، تعطيل المحتجون للميناء والمطالبة بتوقيف إنفاذ المسار دفع شاويش للخروج من صمته حيث طالب بمحاسبة المتفلتين الذين أغلقوا الميناء
وفرض هيبة الدولة وتفعيل القانون وقال إن إغلاق الميناء فيه تعطيل لمصالح المواطن والدولة وقال إن الاعتراض على مسار الشرق غير مبرر وأن من يرفضون الاتفاق هم ذات الذين رفضوا تعيين صالح عمار والياً لكسلا وأن مبرراتهم هي ذات المبررات التي سيقت لرفض تعيين صالح عمار
وقال خالد شاويش إن اتفاق مسار الشرق كفل لأهل الإقليم تنمية في جوانب الصحة والتعليم والبنية التحتية ومن يرفضونه هم ضد السلام والتغيير وشدد شاويش
على ضرورة ملاحقة المتفلتين الذين أغلقوا الموانئ ومحاكمتهم بالقانون واضاف اتفاق مسار الشرق وقعته الدولة من أجل مصالح أهل الإقليم ومن يرفضه يجب أن يحسم بالقانون.
التصعيد مستمر
مقرر المجلس الأعلى للبجا عبدالله أوبشار يقول إن التصعيد الحالي يأتي كقرار صادر من مؤتمر سنكات الذي حضره نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان حميدتي وقال أوبشار إن توصيات المؤتمر المقدمة للحكومة
أوصت بإلغاء مسار الشرق وأنهم تفاجأوا بالتوقيع عليه وأن تصعيدهم سيكون مستمراًمع إغلاق الميناء إلى حين تنفيذ المطالب وقال بدأنا التصعيد باغلاق الطريق القومي ثم قامت جماهير بورتسودان باغلاق الميناء وسيكون تصعيدنا مستمرا الى حين
تحقيق مطالبنا نافياً مخالفتهم للقانون أو التمرد على الدولة مبينا ان الامر يعتبر انفاذا لقرارات الدولة وختم بالقول الميناء نفسه نخشى عليه من تدخل جهات خارجية عبر استغلال مسار الشرق لذا قام عمال الميناء باغلاقه وسيستمرون في التصعيد .