تزداد ارتدادات تصريحات وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، في الملف الصوتي المسرب قبل بضعة أيام، بخصوص تحكم قائد فيلق القدس ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري، قاسم سليماني بالسياسة الخارجية الإيرانية الإقليمية قبل قتله بواسطة طائرة مسيرة أميركية بالقرب من مطار بغداد، تزداد اتساعا وشدة.
وفي هذا الوسط تلعب وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية التي تخضع لإدارة المتشددين دورا يصفها الموالون لحكومة روحاني بالمحرض.
مساء أمس استضافت قناة “أفق” التلفزيونية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمي، الصحافي الموالي للتيار المتشدد، المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، داريوش سجادي للتعليق على تصريحات ظريف في الشريط المسرب، حيث اتهم حكومة حسن روحاني بإعطاء إحداثيات لإدارة ترمب مما سهل اغتيال قاسم سليماني في يناير الماضي.
وتعليقا على ما قاله ظريف بشأن سيطرة العسكريين وبالتحديد قاسم سليماني بالسياسة الخارجية في إيران، قال سجادي: “لكم الحق في الحديث فقط عندما يتعلق الأمر بتعبيد العسكريين الطريق لصالح أنشطتكم.. لا أن تقولوا بأن اتباعنا للجنرال سليماني جعل أيدينا مكبلة”.
عرقلة التقارب الأمريكي الإيراني
وأضاف يقول: “هل تعرفون ماذا يعني مثل هذا الكلام؟، إنه خطير للغاية، في الواقع لو نقل واحد بالمائة من هذا الحديث بواسطة الجهة المسربة لملف (ظريف) الصوتي والقول بأن الجنرال قاسم سليماني وبأنشطته هو من يعرقل التقارب الأميركي الإيراني، هذا يعني إعطاء إحداثيات أساسية لضرب سليماني، الأمر حدث فعلا، انظروا إلى ما حصل”.
بعد ذلك وجه سجادي اتهاما حقيقيا لحكومة روحاني بإعطاء إحداثيات عن مكان تواجد قاسم سليماني، فقال: “في اليوم الذي تم اغتيال الجنرال، أنا كنت بالصدفة في طهران.. في الساعة الرابعة فجرا اتصل بي، صديق لي في إحدى خليات التفكير في أميركا.. قال لي، وفقا للمعلومات، فقد سرب مكتب الرئيس الإيراني إحداثيات مكان تواجد قاسم سليماني.
وكانت وكالة فارس للأنباء المقربة من الحرس الثوري الإيراني موقف ظريف من قاسم سليماني بأنه نتيجة “للغيرة” وكتبت أن عدم توجيه دعوة لظريف لحضوره مراسم استقبال بشار الأسد في زيارته لطهران كان أحد أسباب هذه الغيرة.
كما أجرت “فارس” مقابلة مع النائب في البرلمان الإيراني محمد تقي نقد علي، الذي وصف عمل وزارة الخارجية الإيرانية بأنه “دبلوماسية إذلال تهدد وحدة أراضي البلاد”، ودعا إلى “اعتذار ظريف من الشعب عن إهانة قاسم سليماني”.