اعتراف الحرية والتغيير بفشلها

لا يزال السودان يئن تحت وطأة آثار التغيير السياسي الدراماتيكي في أبريل 2019 وسقوط نظام الرئيس عمر البشير، وتراجعت البلاد تراجعاً غير مسبوق أمنياً واقتصادياً. فلا ديمقراطية استزرعت فأحيت الأرض بعد موتها فأعجبت الزُّراع، ولا إدارة مركزية بقبضة عسكرية جنبت البلاد شرور التشرذم والتفرق، فغدا الناس طوائف وشيعاً يذيق بعضهم بأس بعض، وبينما تملك اليأس غالبية القوم فالتزموا مقاعد المتفرجين، أُختصرت الأزمة السياسية في البلاد عسفاً ، فبلغ سيل الأزمة زُبى الإجراءات الاستثنائية وحالة الطوارئ وذهبت الحكومة المدنية غير مأسوف عليها بعد اسوأ أداء لحكومة مدنية في تاريخ البلاد ، قبررت قادة الحرية والتغيير جلوسهم مع المكون العسكري بسبب ضغوط كثيفة مارستها دول غربية عليهم في إشارة إلى الولايات المتحدة ، فاعترفت الحريه والتغيير في اجتماع سري ، ناقش نقدها بفشلها ، فلا نجحت في تنزيل مفاهيم الديمقراطية ، التي عزفتها نشيدا ، ولا أمّنت حدا أدنى من كريم العيش لشعب اشتد إحساسه ببؤسه وخصاصته وتضرم شوقه إلى عدالة اجتماعية يستجم فيه ، ولا نفذت أحد الشعارات التي نادت بها فاعلنت رفاتها ولا زالت تكابر وتعاند فوق رؤوس الشعب .