شهدت القارة الأفريقية منذ استقلال معظم دولها من الاستعمار الغربي في ستينيات القرن الماضي نحو 201 انقلابا عسكريا، آخرها انقلاب العقيد مامادي دومبويا على رئيس جمهورية غينيا كوناكري ألفا كوندي، الأحد؛ مما يطرح سؤالا حول أسباب تكرار الظاهرة وتأثيرها على استقرار دول المنطقة الهش.
ورغم الموارد الطبيعية الضخمة التي تتمتع بها القارة الأفريقية والتي يشكل معظمها عنصرا أساسيا في العديد من الصناعات الثقيلة في أوروبا والصين والولايات المتحدة وآسيا؛ إلا أن سكان نعظم دول القارة البالغ عددهم نحو 360 مليون نسمة لم ينعموا بأي نوع من الاستقرار الأمني أو السياسي أو الاقتصادي، إذ يعيش أكثر من 55 في المئة من السكان تحت خط الفقر؛ كما شهدت دولا مثل السودان وسيراليون وليبريا ورواندا ومالي حروبا ونزاعات أهلية استمرت عشرات السنوات وراح ضحيتها أكثر من 13 مليون قتيل وشرد بسببها نحو 33 مليونا.
ووفقا لخبراء في الشأن الأفريقي، فإن ضعف الاقتصادات الأفريقية والبيئة الأمنية المضطربة إضافة إلى عدم احترام المواثيق الديمقراطية ولجوء العديد من الحكام المدنيين لتمديد فترات حكمهم، جميعها عوامل تثير الغضب الشعبي وتهيء بيئة الانقلابات العسكرية التي تزيد الأمر تعقيد
وفي هذا السياق، يرى لوكا بيونق دينق؛ الأستاذ والعميد الأكاديمي في مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع القومي في واشنطن أن القارة الأفريقية بحاجة إلى بناء مؤسسات راسخة تمنع تكرار الظاهرة إضافة إلى العمل على ترسيخ مفاهيم الحكم الديمقراطي والمدني على جميع المستويات؛ مؤكدا أن ظاهرة الانقلابات أقعدت القارة الأفريقية كثيرا وحرمت إنسانها من الاستفادة من الموارد الهائلة المتوافرة.
ويقول دينق لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه وبدون العمل الجاد لبناء مؤسسات الحكم المدني فستظل القارة الأفريقية بيئة خصبة للانقلابات العسكرية التي دائما ما تنهك الاقتصادات وتتسبب في الهشاشة الأمنية التي تؤدي إلى الحروب الأهلية التي عانت منها بلدان القارة لسنوات طويلة.
ظاهرة مستفحلة
بفعل الضغط الدولي والإقليمي والشعبي، تراجعت في مطلع الألفية الحالية ظاهرة الانقلابات التي لازمت بلدان القارة لنحو 6 عقود؛ لكن السنوات العشر الماضية عادت الظاهرة من جديد.
وتعد بوركينا فاسو أيضا من البلدان التي شهدت سلسلة من الانقلابات العسكرية بلغ في مجملها 10 محاولات كان آخرها في العام 2015.