الوقت الذي تجري فيها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي مشاورات مارثونية لعقد جلسة استماع كاملة يوم غدا الثلاثاء حول الوضع في السودان في أعقاب قرارات 25 اكتوبر 2021 طالبت احتجاجات آلاف السودانيين بطرد رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس من السودان رفضا للتدخلات الأجنبية في شؤون البلاد.
ويرى خبراء دبلوماسيون والمراقبون للمشهد السوداني ان رفع الآلاف المحتجيين الاعلام السودانية أمام بعثة الأمم المتحدة (يونيتامس) وسفارتي بريطانيا والنرويج بالخرطوم الاربعاء بالتزامن مع ذكرى تحرير الخرطوم من الأستعمار البريطاني في السادس والعشرين من يناير بمثابة انتفاضة ضد التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي ورسالة واضحة للعالم بان السودان دولة لها سيادتها الوطنية في كافة المجالات السياسية والأقتصادية والأجتماعية والعسكرية لم ولن يسمح بالاستعمار الناعم مهما كانت الأسباب والمصالح المشتركة لدول المحور الأقليمي والدولي.
وأكد فقهاء قانونيون ان قوى الحراك الوطني التي رفعت شعارات ” لا للتدخل في السيادة الوطنية “وسلمت بعثة الأمم المتحدة مذكرة شديدة اللهجة اتهمت فيها البعثة بان وجودها جاءت بخطاب سري من رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك وليس من الشعب السوداني الأمر الذي أثار قلق مجلس الأمن الدولي في كيفية التعامل مع الصحوة الثوري والحراك السوداني المتجدد بالمواكب المليونية ضد التدخل الأجنبي
ويعتبر الخبير الإستراتيجي دكتور محمد على تورشين ان ميلاد قوى الحراك الوطني لإيجاد مخرج آمن للأزمة السياسية بتوحيد الصف الوطني بعد فشل مركزية قوى إعلان الحرية والتغيير تحقيق شعار ثورة ديسمبر المجيدة حرية سلام وعدالة وترك البلاد تموج في بحر الفوضى الخلاقة والانفلات الأمني مما فتحت المنافذ للتدخل الأجنبي بكثافةويرى الخبراء ان وجود بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان فعلا موجودة بناء على طلب السودان وبتفويض واضح من مجلس الأمن الدولي رقم 2524 بعد انسحاب بعثة “يوناميد في دارفور” لتحقيق السلام ودعم التحول الديمقراطي وليس تنصيب فولكر بيرتس الحاكم العام للسودان.
ونصح الخبراء مجلس الأمن الدولي بالرجوع قليلا والانصات لما ظل يردده المتظاهرون أمام سفارتي بريطانيا والنرويج ورئاسة بعثة يونيتامس بالخرطوم من شعارات كتبت ” عبارة أرحل يا فولكر ” وهي عبارة تدل على فقدان الثقة في مبادرة الأمم المتحدة برئاسة فولكر بيرتس لإدارة حوار سوداني – سوداني يفضي الى اخرج البلاد من الأزمة الراهنة ويؤسس لشراكة بين المدنيين والعسكريين وصولا الى انتخابات حرة ونزيهة