فتحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الباب أمام إمكانية إرسال المزيد من القوات إلى الشرق الأوسط كجزء من مهمة تدريب موسعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لدعم القوات العراقية، وضمان عدم عودة تنظيم داعش مرة أخرى.
لكن هذه النية لم تلقى استحسان السلطات العراقية التي أكدت، أن قرار الناتو بزيادة جنوده في العراق غير مدروس وأن البرلمان العراقي قد صوّت على قرار يدعو لانسحاب جميع القوات الأجنبية من العراق.
مشيرين إلى أن ذلك سيقود لتوترات كبيرة، وأكدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، اليوم السبت، وجود رفض برلماني كبير لقرار زيادة عدد قوات حلف الناتو في العراق.
وما يزيد من اللغط هو تأكيد البنتاغون أن قرار حلف الناتو بزيادة عديد أفراده في العراق من 500 إلى 4000 شخص تم أخذه بالتشاور مع الحكومة العراقية.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، جيسيكا إل ماكنولتي إن الولايات المتحدة تشارك في عملية تكوين القوة لبعثة الناتو في العراق وستساهم بنصيبها العادل في هذه المهمة الموسعة والمهمة.
وأمس أوضح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أنه «لا توجد خطط لإرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى العراق»، ومع ذلك، قال مسؤول دفاعي للقناة «إن القوات الأمريكية يمكنها أيضاً دعم المهمة من خارج البلاد».
إخراج القوات الأجنبية
وأعلن عضو اللجنة كريم عليوي، أن «قرار زيادة عدد قوات حلف الناتو في العراق، مرفوض بشكل قاطع من قبل غالبية أعضاء مجلس النواب، ولا يمكن القبول بهذا القرار، خصوصاً مع وجود قرار برلماني يقضي بإخراج كل القوات الأجنبية من العراق دون أي استثناء».
وبين عليوي، أن «مجلس النواب العراقي سيكون له موقف حازم من قرار زيادة عدد قوات حلف الناتو في العراق، وسيكون القرار لا يقل أهمية عن قرار التصويت على إخراج كل القوات الأجنبية من البلاد، والذي صوّت علية غالبية ممثلي الشعب في البرلمان».
من جهته أوضح عضو مجلس عشائر نينوى أحمد الحديدي، أن أي تواجد لقوات أجنبية على الأرض العراقية يعد احتلالاً مرفوضاً بكل المقاييس.
وقال الحديدي إن «المعلومات التي تشير لوجود نية في زيادة قوات الناتو على الأرض العراقية، يجب أن تتصدى لها الحكومة وترفضها، كونها ملزمة بقرار البرلمان الذي صوّت على خروج القوات الأجنبية من البلاد». وأضاف إن «العراقيين قادرون على حفظ سيادة بلدهم من أي تهديد أمني سواء أكان لداعش الإرهابي أم أي قوة أخرى، وعلى البرلمان والحكومة رفض هذه الزيادة كونها تمس سيادة البلد».
قرار غير مدروس
في الأثناء، أكد القيادي في ائتلاف دولة القانون رعد الماس، السبت، أن قرار حلف الناتو بزيادة جنوده في العراق غير مدروس وسيقود لتوترات كبيرة في المنطقة.
وقال الماس في تصريح صحافي لـ«السومرية نيوز» قرار حلف الناتو الأخير بزيادة عدد جنوده في العراق وفق ما تناقلته وسائل الإعلام غير مدروس وسيؤدي إلى توترات كبيرة في البلاد والمنطقة، مؤكداً أن «العراق ليس بحاجة لأي قوات أجنبية إضافية على أراضيه، وهو بالأساس لديه قرار رسمي بإخراج كل القوات الأجنبية وليس زيادتها».
وأضاف الماس، إن «دخول أي قوة أجنبية للعراق دون موافقة رسمية من الحكومة والبرلمان لأي سبب تمثل انتهاكاً للسيادة الوطنية وهو أمر مرفوض وستكون تداعياته خطيرة جداً».
وأشار إلى أن «الناتو إذا كان عازماً على دعم العراق، فالملف الاقتصادي موجود من خلال دعم إعمار المناطق المتضررة من الإرهاب أو دعمنا في مواجهة جائحة كورونا»، مؤكداً أن «الوضع الأمني في البلاد مستقر والقوات الحكومية بمختلف صنوفها قادرة على دحر أي تهديد إرهابي».
يشار إلى أن العديد من القوى السياسية العراقية تعارض وجود قوات أجنبية وخصوصاً الأمريكية على الأرض العراقية. وكان البرلمان العراقي قد صوّت على قرار يدعو لانسحاب جميع القوات الأجنبية من العراق.
عكس التحرك في اتجاه توسيع مهمة التحالف والمخاوف المستمرة بشأن حالة عدم الاستقرار في العراق والتهديد المحتمل الذي تشكله أذناب «داعش المتبقية».
ومن وجهة نظر عراقية، فإن «القبول باستمرار وجود الناتو، يشير إلى استمرار هشاشة الوضع في العراق واعتماده على الدعم الخارجي».