بقلم عمار محمد ادم
فلتعلم أيها البرهان أن شعب السودان شعب يصحو وينام علي المبادئ والقيم وان الاخلاق والتقاليد والموروثات السودانية الراسخةالتي توارثناها كابرا عن كابر .من اجداد لنا عظام سطروا أسمائهم باحرف من نور في سفر المجد والخلود .فلتعلم أيها البرهان وانت تضع يدك في يد هذا الصهيوني البغيض انك تدوس علي كرامتنا كما لم يفعل أحد من قبل .وقد جاءت بك الأقدار وفي غفلة من الزمان لتكون رئيسا للبلاد خلال فترة انتقالية لم يصل الحال امن قبل الي مثل ما وصل إليه اليوم من غلاء فاحش وعسر وضيق في العيش وجرأة علي الدين وتطاول علي ثوابت الأمة وقيمها واخلاقها .وها انت تطعننا الان من الخلف بخنجر مسموم حين تجعل من السودان يسير في اتجاه التطبيع مع إسرائيل.
ان الذين دفعوك في هذا الإتجاه وساروا بك في هذا الدرب يفتقدون الي ابسط مقومات الفهم لطبيعة الشعب السوداني الذي لايرضي الدنية في القضايا المصيرية. لقد أسلمت البلاد برمتها طائعا مختارا الي قوي الشر ومعسكر الهزيمة الي دولة الكيان الصهيوني الذي اغتصب الارض الفلسطينيةوعاث فيها فساد وظلما وتقتيلا ودنس حرمة المسجد الأقصى أولي القبلتين وثاني الحرمين الشريفين .وان الذين من خلفك قد ساء تقديرهم حين حسبوا أن الأمر هين وبسيط. ولكنه اعظم ممايتصورون وسيرون بام أعينهم كيف أن الشعب السوداني العظيم سيبهر العالم برفضه التطبيع مع إسرائيل فهم أمة أصيلة ذات مواقف شهد لهم بها التاريخ البعيد والقريب منذ أن خرج ابطال من قوة دفاع السودان يحاربون في جبهات القتال حتي لايسيطر اليهود الصهاينة علي المسجد الأقصى الذي بارك الله فيه ومن حوله وحتي اطفالنا الصغار تحدثهم أنفسهم للجهاد في سبيل الله لتحرير المسجد الاقصي.
أيها البرهان أن الخرطوم اليوم حزينة باكية وقد فجعت ايما فجيعة بلقائكم المشؤوم مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب. أن الخرطوم لم تبت ليلة كمثل هذه الليلة التي يظللها الانكسار ويحوم في سمائها الخزي والعار والهزيمة. .لكم اصبتنا في مقتل وفي اعز ما نملك وهي عزتنا ونخوتنا وكرامتنا لقد جعلتنا اليوم اذلاء منكسي الرؤوس ضعاف الهمم تتقاذفنا امواج الهموم والضياع والأرق ..من أوعز لك من شياطين الانس يابرهان لتقوم بهذا الفعل الشنيع ومن الذي استدرجك الي هذا الفخ ومن الذي القي بك في هذه الهوة السحيقة .
انني لا أشك مطلقا أن نفوس رجال القوات المسلحة اليوم منكسرة من هذا الفعل القبيح و الذي لايتماشي ولايتناسب مع سيرة ومسيرة هذا الجيش العظيم فلم يفعلها الجنرال ابراهيم عبود ولم يفعلها المشير جعفر محمد نميري أو من بعده المشير سوار الذهب وماكان المشير عمر البشير ليفعل ذلك .ولكنك فعلتها اليوم وصافحت الافعي ووضعت البلاد بأسرها في مأزق. وادخلتها في نفق مظلم. فماذا بوسعنا أن نقول لك حين تفعل كل ذلك. أن كل عبارات الذم لاتكفي. ولكنك قد فعلتها ..اي والله انك قد فعلتها فاي عار واي شنار افظع من ذلك. ومثلك لاتوجه له الإساءة والشتم لانها لاتكفي. لكونك لاتدري مغبة مافعلت وفظاعة ما أحدثت أن أرض السودان لتكاد أن تتزلزل وجباله تكاد أن تندك من عظم مافعلت من جرم في حق هذا الشعب الكريم وهذه الأمة العظيمة.
قد تجد من يهلل لفعلتك هذه من المنافقين وضعاف النفوس وشذاذ الآفاق .ومثل هؤلاء الموتورون لايؤبه لهم ولاقيمة لهم اصلا. ولتعلم أيها البرهان انك بفعلتك هذه قد أحدثت فتنة لايعلم مداها إلا الله .وأنك قد فتحت نافذة للشر لن تسد. وان النفوس الان مفعمة بالهم والفجيعة والاسي. والقلوب مثخنة بالجراح فكيف يطبع السودان علاقته مع اسرائيل. فإن الحرة تجوع ولاتاكل بثديها .لقد هزمت كل قيم الأمة السودانية. وركلت كل تاريخنا الناصع في الصمود والثبات والاباء والشمم برجليك. وجعلتنا الان في موقف لانحسد عليه .فوالله إن باطن الأرض خير من ظاهرها .لقد فعلت بنا الافاعيل فما عاد يهمنا بعد اليوم شئ وغصة فصل الجنوب لم تنزل من حلوقنا بعد وها انت تسدد طعنتك الي صدورنا العارية وكما يقول اهلنا الطيبين (الله يكضب الشينة)