زيارتى إقليم النيل الأزرق الأيام الماضية أتاحت لي فرصة عظيمة للوقوف على أعمال اللجنة العليا للترتيبات الأمنية لمسار المنطقتين والتى يشرف عليها الفريق شمس الدين كباشي ويقوم على تفاصيلها العميد سامى الطيب من الجيش والعقيد مبارك محمد نور من الشرطة بينما يمثل مفوضية ال ( ddr )اللواء م عبدالرحيم محمد أحمد
من خلال بعض الإجابات ومعاينة النفس (الطالع نازل)مع المجموعة المقابلة من ضباط الجيش الشعبي عدت مطمئنا على الترتيبات الأمنية ومن انها عملية ان اكتملت بالشكل الجاري سوف تضيف للقوات النظامية ولن تخصم منها
صحيح هناك بعض الحركات عملت على تجنيد عدد كبير من الأفراد بعد الاتفاق ومنحت عائدين الرتب والعلامات العسكرية ولكن-من خلال الترتيب – أغلب من تم تجنيدهم بعد اتفاق جوبا ينسحبون ساعة الجد والاختيار للتدريب في معسكرات القوات النظامية أما فئة الضباط فهي مرتبطة بعدد المجموعات العسكرية للحركات وبضعها قد لا يبلغ نصاب الترتيبات الأمنية من أساسه !
كنت أحسب ان المجلس الأعلى للترتيبات الأمنية مسؤول عن العملية كلها ولكنى فوجئت انه مختص بحركات مسار دارفور فقط بينما هناك جسم منفصل لمسار المنطقتين وهذا خطأ كبير أول نتائجه اضطرار السلطة إنشاء مسار ثالث للترتيبات الأمنية خارج مسار دارفور والمنطقتين معا والسير على هذا المنوال قد يضطرها -أي السلطة -إنشاء مسار منفصل لكل حركة ومنطقة وقبيلة !
لابد من أن يكون هناك جسم أعلى واحد ودائم للترتيبات الأمنية للحركات كلها الموقعة على سلام جوبا والقادمة على الطريق بذات اللوائح والشروط وفق نصوص الاتفاق السياسي
ان عمل اللجنة الامنية لمسار المنطقتين مما قد رايت وتواجد فرقة بقيادة ضابط عظيم و (أركان حربه)بالدمازين جعلني أعود مطمئنا على البلاد وعلى الجيش في هذه الفترة الإنتقالية العصيبة
ان الحديث عن الجيش لا يعني بالضرورة المكون العسكري والذي سبق ان قلت ان به عوار كبير و (دمامل)تستحق الإزالة من على وجه السلطة والجيش فالمرحلة حرجة ولا تحتمل (عوراء)!
وضع الجيش على رأس السلطة ليس (مثالي)ولكنه (استثنائي)في هذه المرحلة الاستثنائية حتى يتسنى للناس اختيار من يمثلهم لا يمثل بهم
ان مؤسسة عسكرية تضع على بواباتها عبارة (يمنع الاقتراب والتصوير)لم تؤسس للعمل السياسي ولكن في ظل الأوضاع الراهنة يجب وضع ذات العبارة على باب السودان الكبير !
أثناء تجوالى في محلية باو بالنيل الأزرق قرأت خبرا عن استعداد السيد عبدالرحيم دقلو للتنحي عن موقعه الثاني في قيادة قوات الدعم السريع وان صدق الخبر فهو عزم جيد وسبق أن ناديت مرارا بفك ارتباط (آل دقلو ) باالدعم السريع وترك تصريف أمر القوات للجيش
الأفضل للسودان وللقوات النظامية وللسادة محمد حمدان دقلو وشقيقه عبدالرحيم تبعية الدعم السريع بشكل صحيح للجيش وانصرافهم هم للعمل السياسي على ان يكون (السودان أولا )هو حزبهم للمنافسة على السلطة
بكري المدني