ينص ميثاق الامم المتحدة الموقع في سان فرانسيسكو في العام 1945م في المادة 1/2 – (علۍ ان تقوم الهيئة علۍ مبدٲ المساواة في السيادة بين جميع اعضاءها)، اما في المادة 7/2 – ينص (ليس في هذا الميثاق ما يسوغ للامم المتحدة أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما وليس فيه ما يقتضي الأعضاء ان يعرضوا مثل هذه المسائل لأن تحل بحكم هذا الميثاق على هذا لا يخل بتطبيق تدابير القمع الواردة في الفصل السابع).
وما حصل في السودان هو أن رئيس الوزارء وقتها (حمدوك) قد ارسل خطابآ للامم المتحدة معنون باسم حكومة السودان يطلب ارسال بعثة اممية لوضع التدابير ولحماية الانتقال في السودان تحت المادة (33) من الميثاق والتي تتحدث عن النزاعات التي تحدد السلم والأمن الدوليين او النزاعات بين الاشخاص الدوليين فيما بينهم او بين الاشخاص الدوليين والمنظمات والهيئات الدولية بما قد يشكل خطرآ على السلم الدولي ـ
فهل طبيعة الصراع في السودان ينطبق عليه هذه الاحكام الوادة في الفصل الرابع مقروء مع المادة 33 من الميثاق الاممي? الإجابة قطعآ بالنفي ومعلوم أن الصراع في السودان هو صراع داخلي بامتياز بين ( الأحزاب والحركات والعسكر وبعض الكيانات القبلية) وهذا الصراع السياسي الداخلي هو عين ما قصدته المادة 7/2 من ميثاق الامم المتحدة وبتالي يصبح خطاب (حمدوك) وقرار مجلس الأمن 2524 لا سند لهما بنص ميثاق الامم المتحدة ومرجع ذلك هو الخطأ (المقصود) في توصيف ماهية الصراع في السودان .
وإذا سلمنا جدلآ بأن الوضع السوداني يتطلب تدخل دولي – لماذا جاء قرار مجلس الأمن (2524) بتفويض بعثة فولكر (اليونتماس) للقيام بأكثر من (20) مهمة بدل عن ال (10) مهام المدرجة في خطاب حمدوك للمجلس في العام 2020م ? ،وأليس التوافق السياسي وتشكيل الحكومة ووضع القوانين الانتقالية وتشكيل المفوضيات وتوقيع الاتفاقيات وتنفيذها هو من صميم الشأن الداخلي السوداني (زيتنا في بيتنا) !?.
ولكن كل هذا التدخل الدولي السافر لا يمكن تفسيره إلا في سياق (النوايا المبطنة) للمجتمع الدولي للتدخل في الشأن الداخلي لفرض الوصايا والتحكم في القرار الوطني السوداني ـ وهذا ما يجعله يتسق تمامآ مع الأهداف الخفية لهذه المنظمة التي تبدع في تعقيد الأزمات الداخلية للدول بما بتسنى لهم إعادة فكها وتركيبها بما يتماشى مع توجهات الدول المسيطرة على قرارات مجلس الأمن وقدرتها على إبتكار حلول يتم صناعتها مسبقآ بما يعزز من مصالحهم و مكانة وكلائهم المحليين.
نعلم أن هذه المنظمة أنشئت على أسس ظالمة لتراعي مصالح المنتصرين في الحرب العالمية الثانية بحق (الفيتو) ـ وتهدف لمنع تغيير قواعد المعادلة وموازين القوى الدولية، والإبقاء على دول العالم الاخرى معقدة كسيحة بغية الحفاظ على مسافة أمان وضمان التفوق العسكري والتقني للدول المؤسسة للمنظمة – لذلك هذه المنظمة ظلت تحارب الحكومات الوطنية التي تعمل على حشد مواردها الذاتية للنهضة بشعوبها وتدعم الحكومات الوظيفية (العملاء) التي تعتمد على الدعم والمساعدات وتمكنها من نهب الثروات لتبقى قواعد اللعبة الدولية ثابتة.
- طرد الحاكم العام للسودان واجب وطني-