أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، الخميس، أن بابا الفاتيكان فرانسيس يرغب بزيارة لبنان بعد تشكيل الحكومة التي طال انتظارها.وجراء خلافات سياسية، بين الحريري (مسلم سُني) ورئيس الجمهورية، ميشال عون (مسيحي)، لم يشكل الحريري حتى الآن الحكومة المكلف بها منذ 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وخلال مؤتمر صحفي بالفاتيكان، قال الحريري إن “البابا فرنسيس أبلغني أنه يرغب أن يأتي إلى لبنان، لكن بعد أن تشكّل الحكومة”، و”هذه رسالة لضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة”.
وستحل الحكومة المقبلة محل حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت في 10 أغسطس/ آب الماضي، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت.
وأضاف الحريري: البابا ينظر إلى لبنان كرسالة اعتدال.. لم أسمع أي كلام من البابا عن حقوق المسيحيين، بل هو حريص على العيش المشترك اللبناني”.
وأعرب عن اعتقاده بوجود “مشاكل خارجية تتعلّق بجبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحر وصهر عون) وحلفائه تؤخر تشكيل الحكومة”.
وتابع: “ما يحصل في لبنان هو أن هناك فريقا يريد اقتصادا حرا وآخر يريد أن يضع يده على الكهرباء (وزارة الطاقة) وغيرها”.وأردف: “أظن أن الفاتيكان يعلم أكثر من الجميع أساس المشكلة في لبنان”.
واستطرد: “الفاتيكان حريص على لبنان، وبأنه يتدخّل حين يرى أنه يجب أن يكون موجودا لمصلحة الشعب اللبناني”.ومضى قائلا: نحن في وضع سيء جدا، ونحتاج لتشكيل حكومة، بينما البعض يريد السيطرة فقط”.
ويريد الحريري تشكيل حكومة “تكنوقراط” (شخصيات غير حزبية)، ويتهم عون بمحاولة الحصول لفريقه “التيار الوطني الحر” ولحلفائه، وبينهم جماعة “حزب الله” حليفة إيران، على “الثلث المعطل”، وهو ما ينفيه الرئيس.
و”الثلث المعطل” يعني حصول فصيل سياسي على ثلث عدد الحقائب الوزارية، ما يسمح له بالتحكم في قرارتها وتعطيل انعقاد اجتماعاتها.ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، ما أدى إلى انهيار مالي غير مسبوق في تاريخ البلد العربي، خاصة مع تداعيات جائحة “كورونا” وانفجار المرفأ.
وبحث مع لبابا فرنسيس، الخميس، العلاقات بين لبنان والفاتيكان، والدور الذي يمكن أن يقوم به الأخير لمساعدة لبنان على مواجهة أزماته.
ووصل الحريري إلى إيطاليا مساء الأربعاء، في زيارة تستمر حتى الجمعة.