حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوروبا من تدفق ملايين المهاجرين نحوها، كما نددت الرئاسة التركية “بعدم اكتراث” الأوروبيين بالمهاجرين الفارين من النظام السوري، بمقابل تصريحات أوروبية تتمسك بالاتفاق مع تركيا وتدعو للتفاوض.
وفي كلمة أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة اليوم الاثنين، قال أردوغان “منذ فتح حدودنا أمام اللاجئين، بلغ عدد المتدفقين نحو الدول الأوروبية مئات الآلاف وسيصل هذا العدد إلى الملايين”.
وأكد أردوغان أن بلاده عازمة على عدم تحمل عبء مستدام لملايين اللاجئين على حدودها والفارين من النظام الظالم والمنظمات الإرهابية، موضحا أن بلاده تكافح في سوريا من أجل أمن أراضيها وإنهاء الأزمة الإنسانية التي يعاني منها ملايين السوريين.
وتابع “تركيا هي التي تستضيف 3.7 ملايين سوري على أراضيها وأكثر من مليون سوري قرب حدودها الجنوبية، وليست روسيا أو إيران أو دولة أخرى، فمنذ 9 أعوام ونحن نتحمل أعباء اللاجئين لوحدنا”.
وأردف “منذ سنوات تدعو تركيا الغرب لإنشاء منطقة آمنة في سوريا لإيواء الفارين من ظلم النظام، فلم يحركوا ساكنا، لكن عندما قررنا فتح الحدود أمام اللاجئين نحو أوروبا بدأت الاتصالات تنهال علينا”.
ووضع أردوغان الدول الأوروبية أمام خيارين قائلا “إما أن نوفر لهؤلاء عيشة كريمة على أراضيهم، وإما ستتحملون نصيبكم من أعبائهم”.
عدم الاكتراث
وبدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن لهيئة الإذاعة البريطانية إن الدول الأوروبية لا تكترث بمشكلة المهاجرين الفارين من هجمات النظام في سوريا طالما لم تصل إليها، وتعتبرها مشكلة الآخرين.
وأضاف أن أزمة المهاجرين واضحة للجميع سواء بقيت الحدود مغلقة أم مفتوحة، مؤكدا أن تركيا ستبذل جهودها بكافة الإمكانات المتاحة لها، واستدرك أن طاقة بلاده محدودة.
الموقف الأوروبي
وفي الجانب الأوروبي، قال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلاده تتوقع من تركيا احترام اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي بشأن منع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا، مضيفا أنه إذا كانت أنقرة غير راضية عن الاتفاق فينبغي معالجة ذلك من خلال المحادثات.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم مساعدات لتركيا بقيمة 6 مليارات يورو، تم دفع أكثر من نصفها حتى الآن، وتابع “إننا نعايش بالتأكيد حاليا وضعا لا ينم عن فحوى الاتفاقية، ولكننا لا نعايش أيضا فسخا للاتفاقية.. هذه الاتفاقية لها قيمتها”.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فكتب في تغريدة مساء الأحد “التضامن الكامل مع اليونان وبلغاريا، فرنسا مستعدة للمساهمة في الجهود الأوروبية لتقديم مساعدة سريعة وحماية الحدود”.
وبدورها، أبدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير ليين تعاطفها مع تركيا بسبب الصراع الدائر في سوريا، لكنها قالت في مؤتمر صحفي إن قرار أنقرة السماح بدخول المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا لا يمكن أن يكون الرد أو الحل.
ومن المقرر أن تجتمع رئيسة المفوضية الأوروبية، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، ورئيس البرلمان الأوروبي ديفد ساسولي، مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميسوتاكيس غدا على الحدود مع تركيا. وأكدت رئيسة المفوضية أنها ستجري حوارا مكثفا مع أنقرة لمناقشة “نوع الدعم الذي قد يكون هناك حاجة له”