وفي تركيا في الستينيات. … زلزال
و أحد مُلاك العمارات يجلس على كومة.. عمارته.. ويمسك بقطعة زجاج….. يمسحها.. ويمسحها
ونحن نكتب عن الزلزال الذي يضرب السودان….. مؤخراً.. وسابقاً…. ولا يمكننا بالطبع حمل الدمار كله فوق ظهرنا.. لهذا نمسك بقطعة حدث هنا.. وقطعة هناك
ونكتب عن أنه منذ الستينيات مصر تحمل السودان.. في جرابها ….. و الغرب يحمل مصر في جرابه….
وكل شيء الآن.. ينفلت.. لأنه.. لا هو يجد.. وجيعاً.. ولا هو يرضى بالإسلام..المنفِّر.. المنفِّر.. وشيوخه المنفِّرون…
ونحن نتابع العالم.. إعلام وسينما وكتابات.. ونجد إجابة هناك (إجابة الفطرة) التي تقول إن محمدا.. صلى الله عليه وسلم…. صادق
وبعض ما يهدر الآن هو ما يسمى ( تحرر المرأة)
وهو قطعة الزجاج التي تلتقطها.. ونمسحها.. ونمسحها
……………..
ورواية بديعة.. في الستينيات.. عن التحرر هذا.. وفي رواية (ربيع مسز ستون) هناك المرأة تلك.. التي لديها كل شيء.. فهي .. مديرة لشركة.. وهي تهبط من مكتبها الفخم.. إلى سيارتها الفخمة إلى بيتها الفخم….
ومن أعـلـي.. الكاميرا تكشف الصالة الواسعة.. الواسعة جدا.. ومسز ستون هناك ضئيلة… وكل شيء صامت.. لأنه لا أحد هناك.. فالسيدة ستون رفضت الزواج.. والسيدة ستون.. تُحدِّث أركان البيت والأثاث.. واللوحات.. الباردة.. كأنها تهرب من شيء…. تهرب من الفطرة.، تهرب من نباح الروح التي تبحث عن معنى لما عندها.. وتهرب من نباح الجسد.. فلا بد من زوج.. وطفل..
أخيرا.. مسز ستون العظيمة.. تنظر.. من نافذتها.. عبر الشارع.. وهناك كان صعلوك ظل يتبعها..
ومسز ستون تلقي إليه بالمفتاح.
حكاية مصارعة الفطرة والدين.. كُتب عنها مليون کتاب
…………….
وعبد الناصر.. الذي يحمل العالم العربي .. في قفة ..يحمل السودان بالذات… وإلى درجة أنهم يقولون للسودانيين…. إنتوا بتوعنا….
وحمل عبد الناصر للسودان كان يصوغ.. كل شيء
الإعلام.. والشعارات.. والتحرر…. مثلما يحدث الآن
وحكاية علي ومصطفى أمين ترسم.. تحرر عبدالناصر
وما يوجز الحكاية هو أنه لما امتنع.. التوأمان.. علي ومصطفى أمين عن التسبيح بحمد عبد الناصر.. مع الجوقة.. كان على أمين يهرب ليعيش في الخارج..
ومصطفى أمين يُسجن (ويكتب في ما بعد.. سنة أولى
سجن.. وسنة تانية…و…)
ليأتي المشهد المؤلم…
مخابرات عبد الناصر لم يكفها أن يهرب علي أمين.. فكان لا بد من إعادته
بالاستدراج.. أو الصندوق..
وجعلوا مصطفى يكتب إليه الخطابات.. عن أن كل شيء الآن حلو.. وعن ضرورة عودته
لكن مصطفى.. تحت الأرض يكتب إلى شقيقه خطاباَ هو أعظم ما يفضح ناصر وزمانه
مصطفى كتب لأخيه يقول
( لا تعد…. لا تعد…. إن كتبت إليك ألف خطاب لتعود فلا تعد الناس لا يريدون إلا لحمك….. لا تعد.. لا تعد…. إن قالوا شفوياً.. وكتابة.. إنني أريد عودتك فلا تعد . إن انشقت الأرض تحت أقدامك.. وخرجت منها أنا لأقول لك عد.. فهذا.. ليس انا..)
ومصطفى كانت تهمته هي الخيانة العظمى
الخيانة العظمى لأنه قال لسفير أمريكا إن زوجة عبد الحكيم.. حامل…
قطعة الزجاج التي نمسحها من العمارة المنهارة … هي هذه
بينما ركام الخراب هائل.. هائل
حتى جاءت هزيمة 67…. التي ما زالت تطحن الناس إلى الـيـوم….. والإعتراف بإسرائيل الآن جزء منها
……
وعبد الناصر ما يجيء بسيرته.. في حديثنا عن الـســودان.. هو صناعة.. الخراب.. في السودان….. الخراب.. الذي نتيجته هي مايحدث اليوم
والإعـلام.. الذي يسوق الناس إلى الخـراب..هو السينما و الصحف
والسينما المصرية أغرقت الناس في دور السينما…. ثم من التلفزيون
وإلى درجة أن ما يصنع أخلاق البنات.. هو.. السينما…. الملابس.. طريق التفكير….(والعشيق يصرخ في الفيلم) إنها تخونني مع زوجها
والجمل التي تتدفق وتشكل المجتمع.. فالفتاة.. تنتحر حين يمنعها أبوها من العشق..الذي هو زواج دون مأذون…
وما يجري اليوم.. أيام قحت ..ويسمُّونه (شهادة) هو قطعة من تبديل العقول .. إلى درجة غريبة….
تبديل .. يجعل للموت.. تصور الطفل .. في حكاية صغيرة
فالطفل /الطالب / يضربه المعلم بشدة….
والطفل الموجوع والعاجز عن الأنتقام يتخيل.. أنه مات من الضرب هذا
وأن الناس ينهالون على المعلم بالتأنيب..والإهانات.. والمعلم راكع يبكي
بعدها الناس يحملون جسد الطفل الميت في غاية التقدير.. والطفل في الكفن مستمتع غاية الإستمتاع
قحت الآن تصوِّر.. للأولاد أن الموت هو هذا
والتصوير هذا يكون لأن الدين ..غائب …..
وغـيـاب الإســلام.. كـان هو المشروع الأعظم لعبد الناصر لأن الإسلام هو الوحيد الذي عنده الأجوبة ومن عنده الأجوبة هو عادة السيد…..
يبقى أن من يقود الأمر كله هو شخص يفضحه خروتشوف
خروتشوف.. أثناء زيارة لعبد الناصر إلى موسكو.. يرفض أن يوجد هيكل.. في الإجتماع.. ويقول إن هيكل جاسوس لأمريكا
وهيكل ينكر.. وخروتشوف يخرج صورة من شيك ضخم بإسم هيكل..
وهيكل يقول.. إن الشيك.. صادر من الجريدة التي يكتب لها
وخروتشوف.. اللئيم.. يقول
:: عجيب أن يكون شيك الجريدة يحمل شعار المخابرات الأمريكية….