يعتقد كثير من المراقبين أن السفير الأمريكي بالخرطوم – جون غودفيري سوف يتجه الي تغيير استراتيجيته في التعامل مع البلاد خاصة بعد فشل لقاءاته المتعددة مع مختلف فئات الشعب وشرائحه المتنوعة ،بعد ظنه بان في استطاعته تجنيد معظم فئات الشعب للاصطفاف حول اجندته الخاصة ! وذلك مالم يحدث رغم تعدد زياراته التي اكتشف من خلالها أنه لا الشعوب ولا حكامها يثقون في أمريكا ووعودها ! بدليل ما عاناه الشعب سابقا من حصار احادي، ثم تجميد المساعدات الان بعد الثورة رغم الوعود الأمريكية البراقة! اما الحكام فادلة خذلانهم عامرة رغم تنفيذهم السياسات الأمريكية حتي ضد شعوبهم! فكانت نهايتهم معلومة حيث تخلت عنهم وكأنها تغير قميصا! او تستبدل اثاثا في منزل او قطعة غيار في سيارة!
لذلك يرى المراقبون ان تمديد الرئيس الأمريكي لحالة الطوارئ الوطنية الخاصة بالسودان و تجديد انتقاده استيلاء الجيش علي السلطة لا يخرج عن كونه احد القرارات التي تم مشاورة سفيره بالخرطوم فيها!وقد كانت الاستشارة بعد كل تلك اللقاءات بمختلف فئات المجتمع ورموزه وقياداته وتياراته ، وفي اعتقاد كثير من المراقبين أن القرار يفضح يأس سفير أمريكا بالخرطوم عن الفعل الطبيعي في الإقناع وتوثيق العلاقات مما جعله يلجأ لتحريض إدارته باتخاذ قرارات عنيفة لاجبار المشهد السياسي الداخلي بالتجاوب معه !
ولا يستبعدون أن يتجه فعل السفير الي مزيد من الأضرار بالبلاد وتوسيع دائرة التآمر ضدها!
وذلك ما ظهر في تصريحاته التي من نتائجها زعزعة الساحة السياسية مثل ابداء آرائك الحادة حول مواعيد قيام الانتخابات او ضرورة القبول بمقترح دستور المحامين ، وكلها مواضيع محل اختلاف في الساحة السياسية ما يجعل من تصريحاته بمثابة صب الزيت في نيران الصراع السياسي المشتعل بالبلاد وهو امر ينافي الفعل الدبلوماسي المتزن مما يقود الي تعزيز شكوك بعض الخبراء في نوايا السفير الأمريكي ويؤكد ماذهبو اليه من تغييره لاستراتيجيته في التعامل السياسي بالبلاد وانه يتجه نحو تحريض إدارته علي البلاد باستخدام مزيد من القرارات العنيدة وفرض العقوبات لارهاب الجميع حتي ينفذوا أوامر السفير التي تمثل المصالح الأمريكية والغربية بالبلاد!