و في قراءة تحليلية لنتيجة الامتحانات لوزارة التربية والتعليم في السودان لهذا العام ، تبين اقتراب عدد الراسبين في امتحانات الشهادة الثانوية للعام 2019/ 2020
من نصف عدد الجالسين لها، حيث بلغ عددهم (213,116) طالبا وطالبة، من جملة الجالسين البالغ عددهم (484,021) طالبا وطالبة، فيما كان عدد الناجحين (270,905
وقلل خبراء في مجال التربية والتعليم التقتهم من نسبة ارتفاع عدد الراسبين هذه، واعتبروها حالة استثنائية تحفظ ولا يقاس عليها، نسبة للظروف القاسية التى تعرضت لها البلاد هذا العام من جراء جائحة “كورونا ” التي اجتاحت العالم برمته فضلا عن عوائق مناخية وأسباب اخرى.
فقد بلغت جملة الراسبين حسب نتيجة الشهادة الثانوية التي تم إعلانها امس “الأحد” نحو (123) ألف طالب وطالبة في مادة التربية الاسلامية، و(181) الفًا رسبوا في مادة اللغة العربية، فيما بلغ عدد الراسبين في مادة التاريخ نحو (59) الف طالب وطالبة.
فيما شهدت مادة اللغة العربية تدنيا ملحوظا في نسبة النجاح عن العام الماضي حيث كانت (82.3%) فيما بلغت العام الحالي (61%). ومادة العلوم الهندسية من (79.8%) العام الماضي، تدنت إلى (43.7%) لهذا العام.
وحسب دليل النتيجة الذي تحصلت (سونا) على نسخة منه، فإن نسبة النجاح للمساق الأكاديمي بلغت (55.8%)، وللمساق الفني (53.9%)، وبلغت نسبة النجاح في مادة القرآن الكريم والدراسات الإسلامية (87.1%)
وقد تغيب عن الجلوس للامتحانات نحو (29) ألف طالب وطالبة فيما بلغ عدد الراسبين في المساق الأكاديمي (207،541) طالبا وطالبة.
وأشارت الأستاذة تماضر الطريفي عوض الكريم وكيل وزارة التربية والتعليم في المؤتمر الصحفي الذي عقدته امس بخصوص أعلان نتيجة امتحانات الشهادة السودانية،
ان جائحة كرونا التي اجتاحت العالم والسودان قد اثرت بقدر كبير من درجة الاستيعاب والأداء لما أحدثته من ضغط نفسي كبير على الجميع خاصة الطلاب منهم .
الظروف القاسية
وكان الاستاذ محمود سر الختم الحوري مدير إدارة امتحانات السودان قد صرح أن ظروف قاسية قد تعددت وواجهت الجميع بحقل التربية هذا العام، فضلا عن جائحة كرونا المعلومة للكافة، فقد صاحبها تردي الأحوال المناخية والفيضانات،
التي كادت لولا لطف الله ان تؤدي لكارثة حقيقية يعجز معها الجميع في إتمام عملية دورة الامتحانات، وقد انعكس ذلك في عدم انتظام العام الدراسي وتكرار تأجيل موعد الامتحانات، وتعدد حالات الغياب في اوساط الطلاب بسبب هذه المشكلات،
بإلاضافة لما تسبب فيه تردي الاحوال المناخية وحدوث فيضانات اعاقت في بعض الأحيان وصول اعداد ليست بالقليلة من الطلاب من الوصول إلى أماكن جلوسهم للامتحانات في الوقت المحدد، فيما حالت دون وصول البعض الاخر بشكل مطلق .
وشار الى أنهم في بعض الأحيان استعانوا بالقوات المسلحة للمساهمة في نقل أوراق الامتحانات بطائرة عمودية نسبة لأنقطاع الطرق البرية، كما حدث في تقاطعات “طريق الخرطوم- الجيلي” ، مؤكدا ان تفادي وقوع ذلك تم بفضل تضافر الجهود
لجهات عدة يأتي في مقدمتها الأخوة في القوات المسلحة وقطاعات الشرطة والأجهزة الأمنية إضافة للعاملين في وزارة التربية، ومنظمات المجتمع المدني، ولجان المقاومة وقطاعات واسعة من الشعب لايمانهم بأن مسألة الامتحانات هي قضية تهم الجميع لأنها تمس الأمن القومي.