السودان : تصاعد الاحتجاجات الغاضبة من الوضع المعيشي وأداء الحكومة

إنّ شارع الأربعين في السودان بمنطقة بأم درمان أغلق بواسطة محتجين، ورفعوا شعارات تطالب بالقصاص لشهداء الثورة بالتزامن مع الذكرى الثانية لمقتل الشهيدين عبدالعظيم أبوبكر ومحجوب التاج.

وفي ذات السياق، خرج مواطنون في تظاهرة بمدينة بورتسودان شرق البلاد، احتجاجًا على الأوضاع الأمنية التي تشهدها ولاية غرب دارفور، وردّدوا شعارات تطالب برحيل الحكومة.

ويعاني السودان أزمة في الخبز والوقود والغاز ، ما أدّى إلى تمدّد الصفوف أمام المخابز ومحطات الوقود للحصول عليها.

ومنذ أبريل 2019، يعيش السودان مرحلة انتقالية بعد عزل الجيش عمر البشير من الحكم إثر احتجاجاتٍ شعبيةٍ لترديّ الأوضاع الاقتصادية.

أغلق محتجون عدد من الطرق والشوارع الرئيسية بالعاصمة الخرطوم تنديدًا بالوضع الاقتصادي وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي لليوم الثاني على التوالي ، صورًا

ومقاطع فيديو تظهر إغلاق المحتجين شارع الستين وشوارع بمنطقة الشجرة والكلاكلة ومحلية بحري احتجاجًا على زيادة أسعار الخبز والسلع بشكلٍ عام.

تفاقم

تفاقمت الأزمة الاقتصادية في السودان بشكل مريع حيث قفز معدل التضخم إلى أكثر من 200% والبطالة إلى نحو 66% والديون الخارجية إلى 64 مليار دولار، بحسب تقارير مستقلة.

في الأثناء تسجل قيمة العملة المحلية تناقصا مستمر إذ يجري تداول الدولار الواحد بنحو 240 جنيها في السوق الموازي، وسط أزمات خانقة في السلع الأساسية كالخبز والوقود وغاز الطبخ.

وشخص خبراء 5 أسباب رئيسية للأزمة التي يعيشها الاقتصاد السوداني، وهي انعدام الإرادة السياسية وضعف الإنتاج والخلل الواضح في السياسات المالية والنقدية ووجود عدد كبير من الشركات العامة خارج مظلة وزارة المالية.

كما حدد الخبراء 7 وصفات لمعالجة الأزمة، هي توفر إرادة سياسية قوية وضبط الكتلة النقدية وتقليص الإنفاق الحكومي وتحكم الدولة في صادرات الذهب والسلع الرئيسية والسيطرة الكاملة على مطاحن الدقيق وتوحيد الإيرادات تحت مظلة وزارة المالية وإعادة هيكلة البنك المركزي

يتمتعُ السودان بالموارد الطبيعية، مثل البترول والغاز الطبيعي، ويمتلكُ أراض زراعية ضخمة، وتمثلُ الزراعة 80% من نشاط سكانه، حتى أطلق عليه «سلة غذاء» العالم، إلى جانب ثروة حيوانية وسمكية ومعدنية، ويُعد البلد الأول في إنتاج الصمغ العربي.

بيْد أن الاقتصاد السوداني غرق في أزمة عميقة، منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، في 11 أبريل (نيسان) 2019، ما يضع البلاد بين مطرقة الاضطرابات الاجتماعية وسندان الانهيار الاقتصادي.