يمر المشهد السياسي في السودان هذه الأيام بتعقيدات كبيرة نتيجة لاختلاف في الأطروحات والأفكار بين مكونات قوى الحرية والتغيير قحت الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية
وإحتدم الخلاف والصراع حول قضايا سياسية واقتصادية عدة مما أدى إلى وجود خلافات وصراعات عميقة فضلاً عن تبادل اتهامات متبادلة ووجود تباطوء وتراجع في المواقف والتفاهمات المتفق عليها منذ تشكيل هذا التحالف
قوى الحرية والتغيير( قحت ) والذي بسببه جمد حزب الأمة القومي نشاطه فيه ثم إنسحب الحزب الشيوعي وكذلك حزب البعث العربي الذي إنسحب من تحالف الحرية والتغيير.
ولم يمض الوقت طويلاً حتى فأجأ المراقبين للشأن في السودان ثمانية تنظيمات تعلن إنسلاخها من قوى الحرية والتغيير( قحت ) بل ذهبت هذه التنظيمات إلى أكثر من ذلك عندما أصدرت بيانها ناعية فيه قوى الحرية والتغيير
ووصفتها بأنها لا تمثل حاضنة سياسية يعول عليها كثيراً وبالتالي وصفتها بأنها لا تصلح بأن تكون هي التي عبرها يتم تكوين الحكومة الانتقالية الجديدة والمجلس التشريعي الانتقالي المرتقب وأي عمل سياسي أو تنظيمي يتعلق بالشأن السياسي السوداني
وبالتالي يرى كثير من المراقبين بأن قوى الحرية والتغيير الآن فقدت دورها الريادي كحاضنة سياسية وليست لها أي صبغة قانونية بأن تتصدر المشهد السياسي السوداني.
خروج التنظيمات
والتنظيمات التي خرجت من قوى الحرية والتغيير أصدرت بيانها حول خروجها هي التحالف الوطني السوداني، حزب البعث السوداني، الحزب الاتحادي الموحد، حزب تجمع الوسط، قدامى المحاربين
حركة لجان المقاومة، مبادرة المجتمع المدني وتجمع الأجسام المطلبية. هذه هي الأجسام الثمانية التي أصدرت البيان وذكرت فيه بأن قوى الحرية والتغيير لا تمثلها وأي قرار اتخذته قوى الحرية والتغيير لا يعنيها بشيء وهي في حلٍ منه.
بهذا البيان فقد انتهى دور قوى الحرية والتغيير وأصبحت الآن بلا أي سند سياسي وقانوني يجعلها تقود الأحزاب السياسية فيما عرف بالسابق قوى الحرية والتغيير.
ويرى بعض الخبراء بأن هذا الأمر سيقود إلى تهديدات تؤثر في استمرار الحكومة الحالية وإكمال مسيرة التحول الديمقراطي. إنّ المشهد السياسي السوداني يمر اليوم بحالة سيولة تتميز بانقسامات حادة ومتغيرات سياسية وحزبية كبيرة
أضعفت قوى الحرية والتغيير وأدى بدوره إلى تراجع أداء الحكومة الانتقالية كما أسهم هذا الوضع في إيجاد خلل في توازن القوى بين قوى الثورة السودانية العظيمة فلا يمكن بأي حال من الأحوال
أن يستقيم هذا الأمر بخروج هذه الكتل السياسية الكبيرة المكونة لقوى الحرية والتغير والمؤثرة فيها والتي اصطلح لها محلياً باسم (قحت) الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية الحالية.