لم تعد المشكلة في السودان مواجهة ازدياد أعداد المصابين فحسب، وإنما شح الأجهزة الطبية ووسائل الوقاية حتى لدى الطواقم الصحية.
ولم تخف السلطات السودانية جزعها من النقص الحاد في الأجهزة الطبية إلى درجة قال فيها وزير الصحة إن المعدات والمحاليل تكاد تنفد.
وفي ظل هذا الواقع، بادر مهندسون ومهندسات للعمل على تطوير أجهزة تنفس صناعي، يقولون إنهم سينتجون منها نحو 20 ألفا، بشكل طوعي.
ونشطت هذه العقول الهندسية الشابة لتوفير ما يمكن من أجهزة التنفس في معامل كبيرة، شمالي العاصمة السودانية، في إطار مبادرة أطلق عليها اسم المبادرة السودانية لصنع أجهزة التنفس.
تقول المهندسة تنزيل سيف عضو المبادرة إنهم بانتظار الموافقة من الجهات المختصة ومن ثم إنتاج الآلاف من الأجهزة لتغطية حاجات السودان.
العمل مستمر
أما المهندس أويس خيري عضو المبادرة فقال: “نعمل على مدار الساعة، لدينا 15 مهندسا وثلاثة مشرفين يعملون على تطوير جهاز تنفس بالإضافة إلى ثلاثة أجهزة أخرى وفق تصاميم مختلفة”.
ويقول المهندس مصعب مكي عضو المبادرة إن “ميزة الجهاز تتمثل في محاكاته اليد البشرية أي يتحكم بدقة في كمية ضخ الهواء”.
ويأمل أصحاب المبادرة في صنع نحو 20 ألف جهاز في بلد لا تتوفر فيه سوى المئات فقط من أجهزة التنفس، وهم يجهدون في جعل هذه الأجهزة تعمل في كل الظروف.
يقول المهندس وليد صديق عضو المبادرة إن الأجهزة يمكن أن تعمل بالكهرباء أوالبطاريات أوالطاقة الشمسية.
ويسابق المهندسون الوقت من أجل جعل أجهزتهم ترى النور بأسرع ما يمكن، لتساعد في إنقاذ حياة آلاف السودانيين
دول عظمى تفتقر لاجهز التنفس
قبل اسابيع قال ترامب “سنصنع الكثير من أجهزة التنفس الصناعي” متعهدا بأن يلبي احتياجات الولايات المتحدة، مع تقديم العون للدول الأخرى.
وقال ترامب إن هناك احتمالا كبيرا ألا تحتاج الولايات المتحدة عددا كبيرا جدا من أجهزة التنفس الاصطناعي لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، حتى يتسنى لها مساعدة الدول الأخرى المحتاجة.
وكان الرئيس الأميركي قد أمر شركتي تصنيع السيارات العملاقتين “فورد” و”جنرال موتورز” بالبدء في تصنيع أجهزة تنفس اصطناعي، للمساعدة في تخفيف الضغط المتزايد على المستشفيات للرعاية بمصابي كوفيد-19.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر “يجب أن تفتح جنرال موتورز فورا مصنع لوردز تاون الذي هجرته بغباء في أوهايو، أو مصنعا آخر، وتبدأ في تصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي، الآن”.