✍️ تهراقا حمد النيل
يرى الكثيرون أن الشعب السوداني قد عانى الأمرين جرّاء فرض العقوبات الأمريكية على السودان (وليس على نظام الإنقاذ) ، لكنني أرى أننا كنا نعيش في نعمة الله وكان توكلنا على الله حتى رضخ السودان لأمريكا خوفاً وطمعاً فأذلنا الله وخدعنا الأمريكان بأنهم رفعوا العقوبات الإقتصادية في ٢٠١٧م ففرح الناس واحتفلوا ونسوا العزيز الجبار الذي بيده خزائن السماوات والأرض فأذلنا الله ، وصار الإقتصاد الوطني ينحدر إلى مستوى الحضيض ، أصبح كل شيء صعب المنال حتى أبسط مقومات الحياة ، وذهب نظام الإنقاذ تحت وعودٍ بالوصال مع أمريكا و سياسة الجزرة والعصا ، وأتى حمدوك ، وما زال الشعب يصدق أمريكا في كذبها ، ومازال لديهم أمل في أمريكا وأنها إنما كانت عدوة للإنقاذ وليس للسودان ولكن الحقيقة عكس ذلك ، فمن الغباء أن نظن أنها تريد مصلحة السودان ، وإذا كانت أمريكا تريد الخير للسودان وعداؤها للإنقاذ وليس للسودان فأين الوعود ؟ ، لماذا خدعتنا بكذبة رفع العقوبات ؟ ، لماذا لم تساعد أمريكا حمدوك الذي يعتبر قد أتت به ثورة على الإنقاذ؟ ، لماذا الإقتصاد في إنحدار ؟ ، لماذا التضخم في زيادة ؟ ، ألا يمكن أن توقف أمريكا هذا التدهور ؟ ، أتعتقدون أن أمريكا تحب السودانيين؟ ، أنها ولدت السودان ونسيتها؟ ، هل أمريكا دولة أم هي إله؟ ، إن ما يحدث الآن السبب الرئيس فيه هو فساد عقيدة الكثير من الشعب ، حيث أنهم يعتقدون في أمريكا أكثر من رب العالمين ، وكنت أستنكر فرحة الناس برفع العقوبات وأتعجب هل أمريكا أحق أن يُعتقد فيها أم رب أمريكا؟
على الشعب السوداني أن يقتنع بأن أمريكا لا تريد للشعب السوداني حياة كريمة ولا تريد للسودان استقراراً فكل ما تردده وسائلها الإعلامية ما هو إلا نفاق وتضليل إعلامي ، وعلى الشعب أن يقتنع بأن الحل موجود بالسودان ، موجود بأراضينا التي هي ثروتنا الحقيقية ونيلنا العظيم الذي وهبنا الله إياه ، الحل هو توافق أهل السودان على كلمة سواء هي أن نُعلي شأنه وألا نُدخل غريباً بيننا ونتفق على أن يكون السودان أولاً وأخيراً ، ثم الإنتخابات ثم الدستور الدائم ثم العمل ثم العمل ثم العمل ، وإما هذا وإلا فلن نتقدم شبراً للأمام ، فأهل السودان الآن كسائق أدار السيارة للخلف وهو ينظر للأمام معتقداً أنها تسير للأمام ، فلك أن تتخيل ما سيدمره السائق بهذا التصرف.