بعد ساعات من إعلان السودان مساراته الأربعة لحل أزمة سد النهضة، والتي تتمحور جميعها في التمسك بالموقف التفاوضي الوطني المُرتكز على حق السودان في حماية مصالحه الخاصة بالأمن المائي.
تجديد ثقة وإجتماع
جددت الخرطوم ثقتها في وساطة الاتحاد الأفريقي، قبيل جولة أفريقية من المقرر أن تقوم بها الوزيرة مريم الصادق المهدي. وبحسب بيان لمجلس الوزراء السوداني، ترأس رئيس الحكومة عبدالله حمدوك، اجتماع اللجنة العليا لمتابعة ملف سد النهضة، بحضور كل من وزراء، شؤون مجلس الوزراء، الخارجية، العدل، مدير جهاز المخابرات العامة، مدير هيئة الاستخبارات العسكرية وأعضاء فريق التفاوض.
و في الاجتماع تم التأكيد على مسارات أربعة لحل الأزمة وهي، التمسك بالمسار الفني، والتحوطات الفنية اللازمة في سد الروصيرص، وفي جبل أولياء، وأيضًا استعدادات الفِرَق القانونية في مقاضاة شركة ساليني، أو حتى مقاضاة الحكومة الإثيوبية، وتكثيف العمل الدبلوماسي والسياسي خلال الفترة المقبلة للتعريف بالأزمة.
ويبدو أن السودان اختار البدء بالمسار الرابع وهو تكثيف العمل الدبلوماسي والسياسي، إذ من المقرر أن تجري الوزيرة مريم الصادق، جولة أفريقية تبدأ بجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث ستلتقى في كنشاسا الرئيس فيليكس تشيكيدي، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي، تأكيدا على موقف السودان الداعم لرئاسة الكونغو لجهود الوساطة للتوصل إلى حل عادل ومرضي لكل الأطراف.
متضمنا وجود اتفاق قانوني ملزم بشأن علميات الملء والتشغيل لسد النهضة.كما ستشمل جولة الوفد السوداني برئاسة وزيرة الخارجية، كينيا ورواندا ويوغندا حيث ستلتقي الصادق المهدي برؤساء هذه الدول لتوضيح موقف ورؤية السودان حول حل الخلاف القائم بشأن السد.
وبحسب وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، فإنه قال خلال تصريح صحفي له أن اجتماع الحكومة استعرض محطات تفاوض سد النهضة والجمود الذي تشهده المفاوضات وكيفية الخطة في الأسابيع المقبلة، وأن الاجتماع وجّه بضرورة تكثيف العمل الإعلامي لتوحيد الجبهة الداخلية في السودان حول موقف موحد نحو الأمن المائي السوداني، ودعم الموقف التفاوضي الوطني، بجانب التواصل مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وكل القوى السودانية التي يهمها الأمن المائي للبلاد.
كما أوضح أن الاجتماع أمَّن على ضرورة تفعيل الزيارات لعدد من الدول الإفريقية والتي ستبدأ الأربعاء المقبل؛ لشرح موقف السودان العادل حول ضرورة الوصول لاتفاق قانوني مُلزم حول ملء، وتشغيل سد النهضة بما يحفظ مصالح كل الدول.
وجددت حكومة السودان ثقتها في وساطة الاتحاد الإفريقي للوصول إلى حلول سريعة وناجعة لمسألة سد النهضة تطبيقا لشعار “حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية” معلنة عن جولة جديدة لوزيرة الخارجية.
وثمنت الحكومة السودانية في بيان صادر عن وزارة الخارجية “الدور الهام والطليعي” الذي يضطلع به الاتحاد الإفريقي، مؤكدة ثقتها بجهوده للوصول إلى حلول تخاطب انشغالات الدول الأطراف وتلبي طموحاتها من قيام سد النهضة، خصوصا في عمليتي الملء والتشغيل.