منعت السلطات السودانية السفير الإثيوبي من مغادرة البلاد عبر الحدود البرية السودانية الإثيوبية في ظل الأوضاع المتوترة هناك، حيث قام السفير برحلة جوية.
وقال مصدر، بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية وتابعه موقع المراسل ، يوم السبت إن:”السفير الإثيوبي في الخرطوم توجه إلى بلاده يوم الجمعة بعد أن منعته السلطات الأمنية السودانية من السفر برا”.
وبحسب تقارير إعلامية سودانية، استمرت التوترات على الحدود بين البلدين منذ التسعينيات.
وهو ناتج عن أنشطة الفلاحين الإثيوبيين الذين عبروا الحدود بشكل غير قانوني للقيام بأنشطة زراعية في الأراضي السودانية المجاورة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل مجموعات مسلحة مختلفة في شمال وشمال غرب إثيوبيا.
في الأشهر الأخيرة، تدهور الوضع على الحدود بين السودان وإثيوبيا مرة أخرى. في ديسمبر 2020، أفادت الأنباء بمقتل أربعة جنود سودانيين وإصابة 12 آخرين في تجدد الاشتباكات الحدودية. في يناير هاجمت المليشيات الإثيوبية عددًا من القرى السودانية في المنطقة الحدودية.
وبحسب وزارة الخارجية السودانية، فقد أسفرت إحدى هذه الهجمات عن مقتل خمس نساء وطفل وفقدت امرأتان. بعد هذه الأحداث، تفقد رئيس مجلس سيادة السودان القائد العام للقوات المسلحة بالبلاد عبد الفتاح البرهان، القوات المنتشرة في المناطق الشرقية على الحدود مع إثيوبيا.
يذكر أن أعلن وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح أن الخرطوم لن تقبل فرض سياسة الأمر الواقع في قضية سد النهضة.
وبحسب شبكة «العربية» الإخبارية، قال وزير الإعلام السوداني: “لدينا وسائل للرد على فرض سياسة الأمر الواقع في سد النهضة”، مشيراً إلي أن الوساطة الأفريقية بملف سد النهضة بشكلها القديم غير مجدية.
وفي وقت سابق، أعرب السفير الإثيوبي لدى روسيا أليمايهو تيجينو، عن آماله في ألا تضع الإدارة الأمريكية الجديدة يدها في المفاوضات حول سد النهضة.
ودعا السفير الإثيوبي في موسكو، إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى عدم إجبار أي من أطراف الأزمة على قرار يخالف سياستها.
وأشار السفير إلي ثقة أديس أبابا في أن الحل الودي الذي ستقدمه اللجنة الخاصة لترسيم الحدود مع السودان وحده كفيل بالتوصل لحل دائم وليس العسكري، مضيفاً “الحل ممكن في حال توفرت الإرادة للقيام بذلك من الجانب السوداني”.
ويبدو أن الخرطوم وأديس أبابا أنهيا “شهر العسل” الذي بدآه خلال السنوات الأخيرة، فبعد تشابه رؤيتهما ومواقفهما تجاه سد السد النهضة الإثيوبي، تسبب ملف “الحدود المتنازع عليها” في تفجير الأوضاع بين البلدين.
وأعاد الجيش السوداني مُنذ 9 نوفمبر 2020، انتشاره وتمركزه في مناطق الحدود الشرقية بعد غياب 25 عاما، وقال لاحقًا إنه استرد هذه المساحات من قوات وميليشيات إثيوبية.
وأدى انتشار الجيش في حدود السودان إلى توتر العلاقات بينه وإثيوبيا، بسبب العمليات العسكرية التي يخوضها لاسترداد المساحات الخصبة من أيدي قواتها.
وحذرت إثيوبيا من نفاد صبرها إزاء استمرار جارتها في الحشد العسكري في منطقة حدودية متنازع عليها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، خلال مؤتمر صحفي: “يبدو أن الجانب السوداني يسبق ليشعل الموقف على الأرض”.
وتابع: “إثيوبيا سعت لعدم تضخيم موضوع الحدود مع السودان وجعله قضية إقليمية باعتباره يمكن حله بين البلدين عبر الحوار لكن هذا الأمر له حدود، كنا نعلم تماما أن خلف هذه الأحداث طرف ثالث (لم يسمه) ولا يجب أن يعتبر صمتنا هو خوف من جانب إثيوبيا”.
ورد السودان، على “تحذير إثيوبيا من نفاد صبرها”، إزاء استمرار جارتها في الحشد العسكري في منطقة حدودية متنازع عليها رغم محاولات نزع فتيل التوترات عبر الطرق الدبلوماسية.
وقال السودان إن قراره واضح تجاه مسألة حفظ سيادته وحل المشاكل بالحوار، موضحا أن “القوات السودانية تتواجد في أراض سودانية ولا تنوي شن حروب”.