أكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، أن سوريا تعيش في دوامة مميتة من الحرب والانكماش الاقتصادي، مطالبا كافة أطراف النزاع توضيح مصير آلاف المعتقلين والمفقودين وتحديد هوية الجثث قبل أي محادثات سياسية.
وأضاف ماورير في تصريحات صحفية، أن قرابة 3 أرباع السكان يحتاجون للمساعدة بزيادة نسبتها 20 %عما كان الحال عليه قبل عام من الآن.
وأشار إلى أن “سوريا في خضم دوامة مميتة من الحرب والانكماش الاقتصادي والجائحة (كورونا) والعقوبات”.
ولفت الانتباه إلى أن مسؤولي الصليب الأحمر يواصلون زيارة المحتجزين في السجون المركزية ، لكن لا سبيل لهم للوصول إلى مراكز الاحتجاز غير الرسمية لدى جميع الأطراف.
وأضاف أن تبادل الأسرى وتوضيح مصير عشرات الآلاف من المفقودين وتحديد هوية الجثث هي شروط مسبقة ضرورية لأي محادثات جادة من أجل إنهاء الحرب، مطالبا بفعل ذلك على وجه السرعة.
ونهاية فبراير الماضي، خلص تقرير للأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 10 سنوات من الحرب قد وسمت الصراع بأبشع الانتهاكات للأعراف الدولية وقوانين حقوق الإنسان، بما في ذلك حدوث أنواع من الإبادة الجماعية.
لا يوجد ايادي نضيفة في سوريا
وأشار التقرير الذي أعدته “لجنة التحقيق الدولية المستقلة” إلى أنه “لا أحد لديه أيادي نظيفة في سوريا، وجميع القوى المتحاربة ارتكبت جرائم مروعة لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأجل أو بذريعة الإرهاب، وكان معظم الضحايا من المدنيين السوريين”.
وقالت عضو اللجنة كارين كونينغ أبو زيد، إن “السكان السوريين تعرضوا لحصار قاس على مدى السنوات العشر الماضية، مما أدى إلى حدوث مجاعات بسبب القيود التي فرضها النظام على دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة”.
يذكر أن سوريا تتصدر قائمة الدول الأكثر فقرًا بالعالم، بنسبة بلغت 82.5% بحسب موقع “world by map” ، وتتوافق أرقام الموقع مع أرقام الأمم المتحدة، إذ قدرت نسبة السوريين تحت خط الفقر بـ83%، بحسب تقريرها السنوي لعام 2019، حول أبرز احتياجات سوريا الإنسانية.
فيما يربط النظام السوري بين الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد وبين قانون قيصر، الذي تعود تسميته إلى ضابط سوري انشق وسرّب قرابة 55 ألف صورة لنحو 11 ألف معتقل قتلوا تحت التعذيب في السجون السورية.