المتابع للشأن السياسي يدرك تماما بأن البرهان هو المستفيد الأول من تشاكس القوى السياسية كلها. نجده تارة يهش بعصاة التوافق. ومرات عديدة يعرض بسوط الإنتخابات في دلوكة الواقع. لعلم الرجل بأن الأحزاب قد اتفقت منذ زمن على عدم التوافق. وكذلك غير جادة في قيام الإنتخابات لعجزها التام. هذا الأمر جعل الرجل يفكر مليا في مواصلة سير الحكم. وقد ظهر جليا منذ الأمس حيث رشحت أنباء عن ترقية الرجل لرتبة مشير قريبا. وإن صحت هذه الأنباء يكون الرجل قد أحرز هدفا على طريقة الكبار كما يقول المعلق الرياضي الشوالي. عليه نرى أن هذه الترقية تعني شيء واحد ألا وهو تعيين الرجل لنفسه حاكما للسودان. ومن يمنع ذلك وجميع الظروف مهيئة تماما. فمثلا: حميدتي يدرك تماما قيام إنتخابات معناها دمج الدعم السريع (تصور حميدتي بدون الدعم السريع). ولهذا يحبذ الوضع الراهن (جرادة في كفة ولا ألف طاير). أحزاب قحت تقاتل من أجل العودة للتميز الإيجابي. لعلمها التام أن نصيبها من الإنتخابات حارس بوابة في مستشفى أم صفقن عراض. الإسلاميون نكاية في بهدلة اليسار غير حريصين في الوقت الحاضر على قيام الإنتخابات. ويعتبرون الفترة الحالية استراحة محارب. وهذه فرصة تقييم ومراجعة لتجربتهم في الحكم. أما بقية الأحزاب فقد حبسها حابس المال وعدم التنظيم. أما المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي يبحثان عن مصالحهما (حباب النافع). ومن يمنع البرهان أن يكون ذلك النافع الذي تبحث عنه تلك القوى الإقليمية والدولية؟. لذا نراهن بأن الفترة الإنتقالية سوف تطول وتطول. وفي نهاية المطاف تتحول لسيسية مصرية. ألم أقل لكم أن (الجيش كرب).
عيساوي