طبخة فاحت رائحتها من دهاليز بعثات دولية. منها ماهو أممي ومنها ماهو اقليمي في تمثيله على أهل السودان تقضي بإعادة تدوير حمدوك القطعة الأكبر في نفايات المخابرات الدولية وإعادته للمشهد تارة أخرى.
ورئيس السودان الأممي فولكر بيرتس يقترح مبادرة ودول الترويكا ترعاها وبلدان العربان تؤيدها (وأحمد غائب في الركائب).
لم يعد خافيا على احد ان حمدوكا كان شريكا في كل ما قام به البرهان وان البرهان كذلك كانت يده على يد حمدوك فيما أصدره من قرارات.
البرهان يقيل كبار المسؤولين في الدولة عقب ماحدث في أكتوبر وحمدوك يقول ان ماقام به البرهان كان بعلمه ثم يباشر حمدوك أعماله ويقيل من عينهم البرهان ويعيد من كان قد عينهم قبل اقالتهم إلى مواقعهم ويقول البرهان أن من عينهم حمدوك كان بالاتفاق معه ويستقيل حمدوك من منصبه ويعود البرهان لاقالة من اعادهم حمدوك أو هكذا قيل. بربكم هل هذه دولة أم هؤلاء حكام؟؟ .
رتب المبعوث الأمريكي ماقام به البرهان في أكتوبر بحضور حمدوك للاجتماع الذي سبق البيان ومباركته له ثم ذهب حمدوك الى أهله يتمطى وعاد واحتمى ببيت البرهان والهدف الأساسي كان التنفيس من احتقان الجيش الذي وصل مرحلة الإنقلاب وغضب الشعب الذي وصل حد إغلاق الولايات
لكن مخططهم قد فشل وحتى القله التي كانت تؤيد حمدوكا انقلبت عليه مما اقتضى إخراج مسرحية جديدة اسمها الحوار حيث لايحاورون فيها أحد إنما هي حفنة من الدولارات تدس لهم في جيوبهم بعدها يتركون الشوارع (المتظاهرون العبثيون) ويعودون إلى اوكارهم. اما كبارهم فهم السابقون في نيل انصبتهم وعطاياهم وجاهزون للتوقيع على اي شئ يعرض عليهم فلا أولئك يمثلون الثورة وثائريها ولا هؤلاء يمثلون الحرية أو تغييرها فهم جميعا كومبارس على مسرح العمالة المفتوح.
أن هي إلا أيام قلائل حتى يخرج للناس شئ اسمه المبادرة ويقولون بعدها للناس أن شملهم قد التام (اي القحتين) وان الوثيقة الدستورية تخولهم دون غيرهم ترشيح رئيسا للوزراء ثم يعلنون وبراءة الأطفال في عينيهم انهم قد دحروا الانقلاب واعادوا حمدوكا ( بارادتهم الحرة!!!) رئيسا للوزراء مع الإبقاء على الشراكة (الاستراتيجية) مع العسكرين وتشكيل (لجنة) للتحقيق فيما وقع من قتل أعقب قرارات أكتوبر لتكون كلجنة فض الاعتصام. فقلة منهم يعودون وزراء إلى كراسيهم وبعضهم يغادرون سفراء إلى السفارات ومن لم تنله قسمة السلطة فله ما ينتظره من التعويض في شئ آخر. وقد أسدل ستار هذه المسرحية الهزلية وتبقى لهم الإعلان للجمهور عما دار من فصولها في الخفاء فبعض الأحداث وقعت داخل البلد وبعضها دارت أحداثه خارجها وربما عزموا الإعلان عن كل ذلك معطلع فبراير القادم
حينها لن يكون أمام الأغلبية الصامته الا ان تقلب الطاولة على الجميع وتسترد وطنها وتختار حكامها او تزعن لأمر قد وقع وتستعد لضياع ما تبقى من وطن على أيادي الأجانب وعملائهم من بني جلدتنا وعندها سيكون الخيار الأوحد أمام من يتبقى منا هو البحث عن معينات النزوح واللجوء لأن إكمال مهمة حمدوك تعني شيئا واحدا فقط وهو اشتعال الحرب الأهلية ليرسل عندها حمدوك مخاطبا مجلس الأمن طالبا وضع السودان تحت الفصل السابع (أن لم يكن قد فعل) وهو المتعلق بالتدخل العسكري.
يارجال السودان مدنيين وعسكريين قوموا لنصرة وطنكم يرحمكم الله
ابراهيم العرضي