كتبت اكثر من مرة ان خاطبي ود افريقيا وطالبي يدها كثير من الدول حول العالم. ولكن تلك العروس السمراء المرغوبة لا تتدلل بما يكفي لرفع سقف وعودها للخُطّاب..!
امس الاول الجمعة انتهت قمة الشراكة الاوروبية الافريقية التي عقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة اكثو من أربعين رئيسا ومسؤولا رفيعا من القارة الأفريقية والقارة الاوروبية.. وهذه القمة هي السادسة في سلسلة لقاءات القمة الأفريقية الاوروبية.
والتي ناقشت على مدى يومين زيادة الاستثمارات في القارة الأفريقية، وملفي التغير المناخي ومكافحة الوباء.. وهما الملفان اللذان يشغلان دول العالم الأول تحديدا وخاصة ان مصر ستشهد انعقاد قمة المناخ في شرم الشيخ قريبا.. وكذلك واعادة صياغة العلاقات بين القارتين افريقيا واوروبا وهذا بيت القصيد لدى عدد من دول اوروبا التي استعمرت دولا في القارة الافريقية ومنها بلجيكا التي استضافت هذه القمة التي شكلت فيها المخاوف الأمنية رالسكوك حيزا مهما ربما لم تتطرق اليه وسائل الاعلام بما هو مرجو ولكن انسحاب القوات الفرنسية وبعض الدول الاوروبية من مالي القى ايضا بظلال سالبة في القمة التي اعلنت ترحيبها بانتاج لقاحات كوفيد19.
وقد أعلنت القمة عن البدء في إنتاج لقاحات كورونا في مصانع 6 دول أفريقية، بالإضافة إلى التعاون الأمني بين القارتين، ودعم أوروبا للقطاعين الحكومي والخاص.
وقد اختيرت 6 دول أفريقية -من بينها مصر وتونس- لإنتاج لقاحات خاصة بها بتقنية الرنا المرسال، بصفتها المستفيدة الأولى من برنامج عالمي لإنتاج اللقاحات تقوده منظمة الصحة العالمية.
ويهدف مشروع نقل التقنية الذي بدأ العام الماضي لمساعدة البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط على تصنيع هذا النوع من اللقاحات بالقدر المطلوب، ووفقا للمعايير الدولية.
وقالت المنظمة إنها اختارت دول مصر وتونس وجنوب أفريقيا وكينيا والسنغال ونيجيريا- للسماح للقارة الأفريقية التي تتلقى اللقاحات بشكل محدود جدا، بإنتاج لقاحاتها الخاصة لمكافحة الجائحة وأمراض أخرى.
وأسست منظمة الصحة العالمية مركزها لنقل تقنية الحمض النووي الريبوزي بعد إقدام الدول الغنية على تخزين اللقاحات، والشركات على إعطاء الأولوية للحكومات التي يمكنها دفع أعلى سعر، مما يجعل الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط في ذيل قائمة الانتظار للحصول على لقاحات كوفيد-19.
وقال الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس “أظهرت جائحة كوفيد-19 أكثر من أي حدث آخر، أن الاعتماد على حفنة من الشركات لتوفير سلع عامة عالمية أمر خطر”.
وأضاف أن “الطريقة الامثل لمواجهة حالات الطوارئ الصحية والتوصل إلى تغطية صحية تشمل الجميع، يكون بزيادة كبيرة لقدرة كل المناطق على صنع المنتجات الصحية التي تحتاجها”.
وأشاد رؤساء الدول الافريقية في القمة بهذه الخطوة ومنهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا بالمشروع، وحثا آلية كوفاكس العالمية لتوزيع اللقاحات والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) على شراء لقاحات من مراكز التصنيع المحلية بالدول الأفريقية.
وقال رامافوزا “قلة الأسواق المتاحة أمام اللقاحات التي تصنعها القارة الأفريقية أمر ينبغي أن يثير اهتمامنا جميعا”.
وأضاف “يتعين أن تلتزم منظمات مثل كوفاكس وجافي بشراء اللقاحات من المصنعين المحليين، بدلا من الذهاب خارج هذه المراكز التي يتم إنشاؤها”.