القوات المسلحة السودانية والمصرية توقعان اتفاقية التعاون العسكري

وقعت القوات المسلحة السودانية والمصرية اتفاقية التعاون العسكري في مجال التدريب وتأمين الحدود، وتأتي الاتفاقية بعد أشهر قليلة من أول زيارة من نوعها إلى الخرطوم يقوم بها قادة أهم أفرع القوات المسلحة المصرية، وأعقب ذلك مناورات جوية مشتركة كانت أيضا الأولى في تاريع التعاون بين القوات المسلحة للطرفين.

يغذي الحراك العسكري النشط بين السودان ومصر منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مسرح العمليات بين السودان وإثيوبيا لتزامنه مع أزمة الحدود الناشبة بين البلدين إزاء أراضي منطقة الفشقة الحدودية السودانية، ومواقف الخرطوم الناقدة لمنهج أديس أبابا في مفاوضات سد النهضة.

وفي أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي شنّ الجيش الفدرالي الإثيوبي حربا ضد إقليم تيغراي المجاور للسودان الذي انتهز انشغال إثيوبيا، ليستعيد أراضيه في منطقة الفشقة التي استغلتها مليشيات ومزارعون إثيوبيون لنحو 27 سنة. وبعد ذلك بأيام انسحب وفد السودان المفاوض من مباحثات سد النهضة، وتحول موقف الخرطوم التي كانت تساند سد النهضة بشدة، إلى رفض لاعتزام إثيوبيا ملء السد وتشغيله بشكل أحادي.

وفي الأثناء، كان ثمة وفد رفيع من الجيش المصري بقيادة رئيس الأركان وقادة القوات الجوية والصاعقة والمظلات، وهي أهم أفرع الجيش المصري، يزور السودان لأول مرة في تاريخ التعاون العسكري بين البلدين. وأعقب ذلك مناورات جوية للجيشين السوداني والمصري للمرة الأولى في تاريخهما بقاعدة مروي الجوية شمالي السودان باسم “نسور النيل 1”.

تأمين الحدود:

وبعد 3 أشهر من كل هذا النشاط العسكري المحموم، وقّع الجيشان السوداني المصري، الثلاثاء، اتفاقية للتعاون العسكري في مجال التدريب وتأمين الحدود في ختام الجولة السابعة للمباحثات بين الجيشين. ووقع عن السودان رئيس أركان الجيش الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، وعن الجانب المصري رئيس الأركان الفريق محمد فريد الذي وصل الاثنين إلى الخرطوم على رأس وفد عسكري رفيع.

ويقول الخبير الأمني والإستراتيجي الفريق حنفي عبد الله -للجزيرة نت- إن هناك اتفاقات موجودة بين الخرطوم والقاهرة، لكن تفاصيلها تنشط بمثل الاجتماعات التي عقدت بين الجيشين السوداني والمصري اليومين الماضيين بالخرطوم. وبشأن تركيز الاتفاقية الأخيرة على تأمين الحدود، يؤكد حنفي أن الحدود من مهام الجيش، وأنه دائما ما تضطلع المساحة العسكرية بمهام ترسيم الحدود لأنها تضم متخصصين في الطبوغرافيا.

تدريب قوات الحركات المسلحة:

وطبقا لضابط في الجيش السوداني من المعنيين باستيعاب قوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، فإن الجيش المصري سيتعاون مع الجيش السوداني في تدريب واستيعاب قوات الحركات ضمن بند الترتيبات الأمنية. ووصل آلاف من جنود وضباط الحركات المسلحة إلى الخرطوم إنفاذا لترتيبات أمنية نص عليها اتفاق السلام الموقع بجوبا في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020.

المناورات العسكرية والرسالة:

ويشير الفريق حنفي عبد الله إلى أن المناورات البحرية والبرية والجوية بين الجيشين السوداني والمصري مستمرة سواء داخل السودان كمناورات مروي قبل 3 أشهر، أو تلك التي جمعت الجيشين بالسعودية.

وبشأن ما إذا كان تنامي العلاقات بين الجيشين السوداني والمصري يمكن أن يهدد إثيوبيا، يقول حنفي إن ذلك مستبعد رغم تزامنه مع التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا، ومع تعثر مفاوضات سد النهضة.

بيد أن الخبير الأمني يشير إلى أن “العلاقات بين السودان ومصر مطلوب أن تمضي في اتجاه تعزيز اتفاقية الدفاع المشترك، وهي رسالة للطرف الآخر ليفهم أن السودان ليس وحده، رغم أنه ليس في حرب مع إثيوبيا، فما يجري في الفشقة شأن داخلي”.