خبر صادم يجسد الفجيعة في أبهى تجلياتها فإصابة البشير وعدد من أعوانه بكورونا شفاهم الله و عافاهم في معتقلهم بسجن كوبر بعد أن ضرب عليه وعلى إخوانه الآخرين عزل اجتماعي كامل من غير شفقة و لا رحمة حتى عن أقاربهم وذويهم تحت مزاعم الخوف عليهم من كورونا لتكون نتيجة ذلك إصابته بها.
هذه الإصابة في ظل التعامل السييء الذي عوملوا به من قبل الحكومة الانتقالية ابتداء من إيداعهم سجن كوبر لما يزيد عن السنتين ونصف دون مسوغ قانوني أو تهمة حقيقية وفشلهم طوال هذه الفترة في إدانتهم عن طريق محكمة مختصة ثم تلفيق بعض التهم لهم وانتهاج إجراءات قانونية خاطئة تعارض مباديء القانون و مفترضاته الأساسية والمتعارف عليها عالميًّا يفتح بابًا واسعًا للاتهام لن تسلم منه الحكومة لا قانونيًّا ولا سياسيًّا ولا أخلاقيًّا وبالطبع الحزب الشيوعي السوداني و أذنابه من بقية أحزاب اليسار الصغيرة.
لوحة الاتهام التي ستواجه حكومة حمدوك تتزاحم وتتراص فيها وبسرعة البرق أسئلة جوهرية من شاكلة كيف أصيبوا وقد فرضت عليهم هذه العزلة القسرية وحرم فيها حتى من أبنائهم وزوجهم و أشقائهم؟ و من أين جاءتهم هذه الجائحة؟ و لماذا لم يصب غيرهم من المعتقلين؟ وماهي المشافي التي ترددو عليها ولماذا تم منعهم من أن يعالجو في بعض المستشفيات التي اختارتها أسرتهم؟ ولماذا تم الاستبطاء في إنقاذهم بسرعة وتحويلهم إلى مستشفى أكثر تأهيلًا و ماهو سبب الارتباك و الاضطراب في نتائج الفحص له (مرتين سلبية والآن إيجابية) ؟! أسئلة إن لم تسارع الحكومة في الإجابة عليها ستفتح عليها بابًا من جهنم خاصة في ظل هشاشتها و انفضاض الشارع عنها بل وكراهيته إياها مما يجعل مقاومتها لردة فعله صعبة إن لم تكن الاستحالة بعينها.
الرئيس المعزول سيظل أحد أبناء السودان المخلصين من الذين خدموا وطنهم وشعبهم وأهلهم و ولاياته بتجرد وإخلاص ومروءة و كذلك لن ينسى الوسط الرياضي دعمه و مساندته و وقفاته المشرفة مع كل الاتحادات الرياضية بذات الأريحية سماحة و سخاء و كرمًا فياضًا، فقد كان والله العظيم مبذولًا للناس.
ايها المجتمع العربي الذي يتحدث عن الإنسانية .. هل هذه الحالة لم تحرك فيكم شي .. ام تريدون التخلص منهم .. اين المنظمات الدولية والحقوقية .