في الذكرى السنوية العاشرة للنزاع السوري، أعاد المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون التذكور بحجم المعاناة التي تعرض لها الشعب السوري من ظلم وفقر وموت وانتهاكات، مؤكدا أن العالم فشل في مساعدة السوريين.
وقال بيدرسون في كلمة أمام مجلس الأمن عبر تقنية “الفيديو كوفرنس”، إن التقدم بالحل السوري يتطلب تنازلات من اللاعبين الأساسيين داخليا وخارجيا، منبها من انفجار ضخم مقبل إذا لم يتم التوصل إلى حل ووقف تام لإطلاق النار، واضافة “الحل السياسي هو الطريق الوحيد للخروج من أزمة سوريا.. حان الوقت لنسير بسرعة في المسار السياسي لنعيد وحدة واستقرار سوريا”.
وتابع: “السوريون شاهدون على الخلافات السياسية التي لم تسوّ.. وشاهدون على غياب أي تقدم حقيقي بين الحكومة والمعارضة.. السويون شاهدون على مجتمع دولي منقسم عالق بمنافسة جيوسياسية كل منهم متمسك بمواقفه يسعى لدعم طرف على حساب آخر”.
كما أشار إلى أن السوريين شاهدوا 5 جيوش تقاتل على أراضيهم في وقت واحد، في إشارة إلى التدخلات العسكرية التركية والإيرانية والروسية، فضلا عن الضربات الإسرائيلية، ناهيك عن تنظيم داعش الذي استقطب مقاتلين من كل حدب وصوب قبل أن يهزم.
إلى ذلك، حذر من الأوضاع المعيشية المتردية في البلاد، وتنامي الفقر والعوز، مؤكدا أن سوريا ستحتاج إلى عدة أجيال لإعادة بناء ما دمره الصراع.
العالم لم ينجح في إنقاذ السوريين
أما عن أطفال سوريا، فقال: “الكثير من الصغار حرموا الدواء والغذاء وطالتهم الاعتقالات”، معتبرا أن العالم لم ينجح في إنقاذ السوريين مما سماه الأمين العام الكابوس الحي.
كما لفت إلى أن العنف في البلاد لم يتوقف رغم التراجع الكبير في وتيرته هذا العام، داعيا إلى الدفع نحو الحل السلمي رغم الصعاب والعراقيل، ودعا السوريين جميعا إلى إظهار الإرادة السياسية للوصول إلى حل للأزمة.
يذكر أن النزاع الثوري يطوي اليوم 10 سنوات دامية، خلفت أكثر من 388 ألف قتيل، ولا تزال المأساة متواصلة.
فإلى جانب القتلى حصدت الحرب آلاف الجرحى ومبتوري الأطراف، وملايين النازحين واللاجئين، فضلا عن آلاف المختفين قسرا والمخطوفين الذين لا يزال أهلهم ينتظرون أي خبر عنهم.
ولم تتوصل جولات مديدة من المحادثات برعاية أممية وروسية وغيرها من التوصل حتى الآن إلى حل أو تسوية، أو وقف دائم لإطلاق النار رغم تراجع حدة القتال بشكل كبير خلال العام المنصرم.