الناشطة (رنوش) تفضح ثوار وأحزاب سياسية في مؤتمر صحفي عاصف

فضحت الناشطة المعروفة رنا جاد الرب الشهيرة بـ (رنوش) كيانات وأحزاب سياسية بإستخدام الثوار كوقود لخدمة أجندتهم الشخصية، وكروت ضغط للوصول إلى السلطة. وكشفت رنا في مؤتمر صحفي عاصف أن كثير من الثوار الذين ينتشرون في المواكب والشوارع يعملون لصالح قوات نظامية، وهم جزء لا يتجزأ من المنظومة العسكرية بمختلف مسمياتها. وخصت رنوش خلال المؤتمر الصحفي نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو بالشكر، بعد أن تكفل بعلاجها من الألف إلى الياء في دولة تركيا. وقالت أنها سودانية ومن حقها تلقي العلاج من نفس الجهة التي تكفلت بعلاج العشرات من الثوار والثائرات في دول مختلفة. وأكدت رنا أن الثورة بالنسبة لها لم تعد تتريس شوارع ولا إشتباك ولا مهاجمة أقسام، مشيرة إلى أنها إنتقلت إلى مرحلة أخرى، وصارت تميز متى تخرج لموكب، أو لا تخرج حتى لا تستغلهم جهة سياسية.

وقالت رنا أن الحقائق ستظهر قريباً وأنها ستظل ثابتة على موقفها وماضية في طريق الثورة، وأنها صارت واعية سياسياً بعد أن كانت في مرحلة من المراحل مجرد أداة، وكرت ضغط يستخدمه أصحاب المصالح الشخصية والباحثين عن السلطة الذين يقودونهم إلى المواكب ولا يستفيدون منها شيئ، بل تستفيد الأحزاب وأصحاب المصالح الشخصية. وأكدت رنا أنها تلقت بعض التهديدات المباشرة وغير المباشرة بالقتل والتصفية، وقالت أنها لا تخشى أحد، والثورة ليست ملكية لأحد، ولا يوجد شخص يوزع الصكوك الثورية. وناشدت (رنوش) الثوار وبعض الساسة بعدم الإنسياق وراء جهات معلومة الأجندة، ويجب أن يكون هناك وعي وسط الثوار وبقية المكونات للخروج بالبلاد إلى بر الأمان.

وأصيبت الناشطة السابقة في كيان غاضبون بلا حدود رنا جاد الرب (رنوش) بـ (رايش) خلال مشاركتها في مواكب 17 يناير الماضي، وبدأت رحلة طويلة للبحث عن العلاج دون جدوى، وتماطلت كثير من الجهات التي إدعت إهتمامها بعلاج الثوار في التعامل مع حالة رنوش، وقال بعضهم أن إصابتها بسيطة ولا داعي لسفرها ويمكن علاجها داخل السودان، مما أضطرها للبحث عن العلاج بإجتهادات شخصية. وأحدث إنسحاب (رنوش) هزة كبرى داخل غاضبون بلا حدود، وبقية الكيانات التي تنشط تحت مظلة لجان المقاومة بمسميات مختلفة.
وقالت مصادر مقربة من هذه المجموعات أن (رنوش) تعتبر مخزن أسرار، وتمتلك معلومات حول النشاط الميداني طوال الفترة الماضية. مشيرين إلى أن مثل حالة (رنوش) موجودة بكثرة داخل هذه الكيانات، التي تجاهلت أفرادها، ورفضت علاجهم برغم الميزانيات الضخمة المرصودة لهم. وكشفت المصادر عن مخاوف كبيرة سادت وسط التنظيمات ولجان المقاومة بعد إستقالة رنا، وإعلانها لذلك على الملأ، مما يشير إلى أهمية الشخصية التي يمكن أن تحدث دوياً هائلاً عند كشفها لكثير من الحقائق حول المواكب، والشهداء والمصابين والتمويل والأذرع الأجنبية. وأكدت المصادر أن هناك أعضاء بالتنظيمات وصلوا مرحلة من التوتر بعد إكتشافهم لتجاوزات كبيرة في إدارة الأمور، وإنعدام الشفافية في كيفية توزيع الأموال والمعينات، وتوقعوا أن يحذو بعضهم حذو رنا ويعلنوا إنسلاخهم.

وأكد مراقبون أن تجاهل علاج المصابين أثار غضب الأهالي الذين عاشوا المعاناة مع أبناءهم. وأشاروا إلى أن هناك مؤسسات وطنية أحست بمسؤولياتها تجاه أبناء الوطن، ولم تتردد قيادتها في تفويج أعداد كبيرة من الثوار المصابين إلى الأردن وتركيا والهند ومصر، إضافة إلى أعداد كبيرة تم علاجها في مستشفيات الداخل. وثمن المراقبون جهود دقلو وحرصه على معالجة الثوار من منطلق مسؤوليته الوطنية وهمومه التي يضع فيها راحة المواطنين في قائمة الأولويات. وأكد المراقبون أن (رنا)، عرفت الطريق الصحيح وإكتشفت الخدعة الكبيرة التي حاولت أحزاب وبعض الأجسام إحاطتهم بها وهي الآن تسعى لتصحيح كثير من المفاهيم لقطاعات واسعة من الثوار بحكم قربها الشديد منهم. وقال مراقبون أن حديث رنوش بشأن عمل بعض الثوار مع المكون العسكري ربما تعني به أن بعضهم مصادر وغواصات، مثلهم مثل كثير من السياسيين الذين يعملون مع العسكر، ويطلقون تصريحات معادية لهم في المؤتمرات الصحفية واللقاءات الجماهيرية.