في الوقت الذي وصل فيه مسؤلان بريطانيان رفيعا المستوى إلى الخرطوم في زيارة تستغرق ثلاثة أيام لبحث الأزمة السياسية توطئة للوصول إلى انفراج سياسي يفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية في هذه الأثناء أعلن عضو قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي، الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير ان القوى الثورية اصيبت بفيروس التشظي والانقسامات، خلال فترة حكومة حمدوك الثانية وانصرفت إلى أعمال لا تخدم معايش الناس في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية. وفي أول تصريح غير مسبوق اتهم البرير الأجسام المهنية والنقابية بالعمل في اتجاهات غير ملبية لتطلعات قواعدها التي ظلت تنتظر منها أحداث تغيير جزري في الخارطة السياسية والحياة الكريمة وباتت تمارس الإقصاء وتصفية الحسابات التاريخية في وقت البلاد في حاجة ملحة إلى التوافق الوطني. وعلى صعيد متصل دعا عضو قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني جبريل إبراهيم كافة أطراف الصراع الدائر ،من قوى الثورة إلى التوافق حول شكل من أشكال الشراكة الهادئة مع العسكريين توصلنا إلى صندوق الإنتخابات ويفوض الشعب من يفوضة ومن حق الجهة المفوضة ان تقول للعسكريين مهمتكم انتهت عودوا إلى ثكناتكم . وحذر المراقبون للمشهد السياسي السوداني من مناطحة قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي العسكريين بعد قرار انسحاب الجيش من العملية السياسية في ظل التضخم الذي تعيشه البلاد ستضيع الحريات الحالية ومسار التحول الديمقراطي السلس. ويؤكد الخبراء إن الأحزاب السياسية التي تتكالب على السلطة غفلت عن دورها الوطني وتطلعات الشعب السوداني وأصحاب المصلحة الحقيقيين و معايش الناس الأمر الذي افقدها تعاطف الشارع والشراكة بين المدنيين والعسكريين. وأجمع الخبراء أن استمرار التشظي والانقسامات وسط القوى السياسية والضغط على العسكريين سيقود إلى إنقلاب عسكري حقيقي وحكم عسكري حقيقي ينفرد بالسلطة كاملة، وقتئذ لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب ويأتي من يجلس في كراسي السلطة.