ان لم تطردو السفارات الغربية.. الاستعمار على أسوار الخرطوم..!!!

قبل أن تصل دبابات التتار الأمريكان لأسوار بغداد في أبريل 2003 وتطبق عليها (بالإحتلال)، كان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حذر قبلها بسنوات، القادة العرب من مؤامرة تدمير (قدرات العراق العسكرية)، لكن لا قائد عربي واحد استمع (بأذن مفتوحة) للتحذير، حتى كانت حرب (عاصفة الصحراء) في يناير 1991 التي شنتها أمريكا ضد العراق بمشاركة (34) دولة… وكنا نحن هناك نشاهد (الدمار المريع)، لكل البنيات التحتية للعراق، وتدمير ترسانته العسكرية، ليكتمل (تجريد) الأمة من أعظم قوة عربية ضاربة…ليأتي جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي حينها مفتخراً ومتبجحاً بعبارته العقيمة :(لقد اعدنا العراق للقرون الوسطى…!!)
وقبل أن يجلس المحتل على (كرسي الإستعمار)، يتحدث قادته بكل وقاحة، عن (خدمات العمالة) التي تلقوها من عراقيين أمثال الجلبي والمالكي والحكيم.. ومثلهم ذات (الأصناف الرديئة) من طاقم العملاء الأفغان، أمثال كرزاي وعبد الله عبدالله وبرهان رباني وغيرهم… ففي كل زمان يسيل فيه لعاب الغرب بزعامة أمريكا لإحتلال بلد، يتبعهم ظلهم من (الأراذل)، الذين يبيعون أوطانهم بضمائر معطوبة وبأسعار رخيصة…!!
بالمال يصنعون العملاء وتلعب المخابرات العالمية دور (السمسار) في هذا السوق القذر….وفي العالم العربي (ينتعش) هذا السوق منذ سنوات، لكنه بعد الربيع العربي يزداد إنتعاشا، بدخول أطراف عربية شريكاً في هذا (الكساد الأخلاقي)، فتظهر أسماء في عدة بلدان عربية تؤدي أدوار العمالة بجدارة في (ضوء النهار) أو تحت (حجب الظلام)…!!
سوريا ليست بعيدة واليمن وفي ليبيا يمثل (حفتر) النموذج الصارخ، لكنه الآن يسقط نحو هاوية سحيقة…أما عن السودان فق تم إعداد (الطبيخ الفاسد)، ويجري حمله للداخل، ليتكفل (رهط العملاء التعساء) بتوزيعه على الموائد شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، مع عبوات السموم التي تقتل كل تفاصيل النجاح، تحت خدعة تفكيك الكيزان…وغداً سيصرخ العميل والجاهل والمخمور، أما أهل المشروع الوطني والإسلامي من الشعب العريض، فسيتحملون عبء إسترداد (شرف الأرض) ودحر من باعوا واشتروا وتلفحوا بالعمالة والوضاعة والمسكنة والطمع المذل..!!
جحافل الإستعمار التي تطرق أسوار الخرطوم، وتبرر لها مجموعة من عملاء الغرب ويقرع لمقدمها الطبالون الأغبياء، يمثل شكلاً من أشكال الطبيخ الفاسد، يسعون لجعله أمرأ واقعا، إن لم يسارع الشعب لمقاومته وإبطال مفعوله وطرد السفارات الغربية والبعثة الأممية …أما من قبضوا الثمن، فحالهم لن يكون أفضل من عملاء الغرب في أفغانستان والعراق وربما أسوأ…وربما يأتي صراخهم عالياً حينما يبدأ الحساب العسير لرؤوس العار والهزيمة والصفاقة والجهل والبيع الرخيص والصمت المتبلد…!!