المتابع لحال السودان ناهيك عن المتامل والراصد يشهد عجبا.
مايجري الان في السودان بكل احداثه وتداعياته ومازقه ومزالقه يرصد ويتابع بدقة ماتقوم حكومات وَمنظمات وهيئات غربية وشرق اوسطية وافريقية وغيرها وإن كان بدرجات متفاوتة..!.
وكل حدثٍ وفعلٍ يجري على ارض السودان يجد ردا فوريا من قبل كثير من تلك الجهات دون تاخير او إبطاء.. وليس هناك من يغض الطرف عما يحدث في بلادنا سلبا او سلبا..! ولكن لا يلتفت الى شئ إيجابي بل يحاربه ويقصيه فورا!!
و القابضون على جمر الحقيقة يلفهم صمت عميق ومريب وتلفنا إحداث جسام.. والبلد انزلقت فعلا و وقعت في الهاوية ولا حباة لمن تنادي.
نجح اعداؤنا في هزيمتنا وهزيمة وطننا الجميل وجعلوه خرابا ومسخا مشوها غير قادر على الحركة والنهوض من جديد.
بلد مغلوب على امره تناوشه الاعداء من كل جانب فاجهزوا عليه.
بلد بعد 66عاما من الاستقلال مازال ينشد الحرية والسلام والعدالة ويتخبط في الطريق ويسلك الطريق المعوج وعينه على الطريق المستقيم..والعالم من حولنا تطور وازدهر وانطلق نحو العلا.. ونحن في الحضيص نتقاتل ونتصارع ونعادي بعضنا بعضا من أجل مناصب وكراسي لا قيمة لها والشعب نفسه مقتولا ومجروحا وبائسا ويائسا.. فما جدوي المناصب؟
(خذوا المناصب والكراسي واتركوا لي الوطن.. كما قال الفنان التونسي بوشناق).
لقد اكتنزتم من الغنائم وولغتم في الدم الزاكي لهذا الشعب الصابر فاصبحتم مصاصي دماء وقتلة مأجورين ..!!
بلد اصبح في حالة من التشظي والسوء لا تطاق وكلنا بلا استثناء مسؤولون عن تدهوره وخسرانه.
كلنا نصادم بعضنا البعض ونتقاتل بعضنا البعض ولانحترم الراي الاخر.. وكل عصبة منا تعتقد انها هي الافضل والاولى بحكم هذا البلد.. ونمضي في غينا وضلالنا نغذي فينا القبلية والجهوية والعنصرية والحزبية واعداؤنا يزيدون هذه النار اشتعالا في وضح النهار.. وهناك من ابنائنا من يلوذون بهم وياتمرون بأمرهم ويقبضون ثمن خيانتهم وعمالتهم البغضية دولارت ويوروهات واسلحة ومخدرات وخمور.. الخ
التي متى هذا الحال وذلك المنوال.. هل من بارقة امل؟ هل من طوق نجاة! لا نملك الا ان نفوض امرنا لله وننتظر!! إن بعد العسر يسرا.. إن بعد العسر يسرا.
علي
