رست بارجة روسية في ميناء بورتسودان بالسودان في زيارة رسمية تستغرق يومين وفق مصادر متطابقة، لتشتعل معها تساؤلات حول مصير القاعدة الروسية.
وصول البارجة تزامن مع تقارير تحدثت عن تجميد السودان اتفاقية مع روسيا لإنشاء قاعد عسكرية في البحر الأحمر، وسط نفي قاطع من موسكو لمزاعم وقف الاتفاق من جانب الخرطوم.
وفتح رسو البارجة، الكثير من التساؤلات في المشهد السوداني والإقليمي حول مصير القاعدة الروسية التي تعتزم موسكو تشييدها في منطقة فلامنغو بالبحر الأحمر.
ورغم نفي الجانب الروسي تجميد بناء القاعدة ووصول البارجة، جددت مصادر سودانية مسؤولة لـ”العين الإخبارية” تأكيدها بأن السلطة الانتقالية قررت وقف الاتفاقية التي أبرمها الرئيس المعزول عمر البشير مع موسكو لحين إجازتها من المجلس التشريعي.
ورجحت المصادر أن تكون رحلة البارجة الروسية مبرمجة مسبقا قبل صدور قرار تجميد الاتفاقية العسكرية مع موسكو، ولم يعط رسوها في ميناء بورتسودان أي مؤشر لتراجع الخرطوم عن خطوة التجميد.
وقالت مصادر إن البارجة وصلت، أمس الجمعة، ورست اليوم السبت في مربط “2” في الميناء الشمالي، ولم يكن عليها أي طابع أو إجراء سري.
وبحسب المصادر فإن البارجة الروسية ستمكث في ميناء بورتسودان يومين قبل أن تغادر إلى بلادها.
وشهدت الأيام القليلة الماضية، جدلا واسعا حول توافد عسكري روسي إلى سواحل البحر الأحمر شرقي السودان بغرض بناء القاعدة وسط أنباء عن مشادات كلامية حدثت بين الروس ومنسوبين لقوات البحرية السودانية.
وقبل يومين، نفت السفارة الروسية في السودان ما تم تداوله بشأن الاتفاق المبرم بين موسكو والخرطوم لبناء قاعدة روسية على البحر الأحمر.
مركز لوجستي للدعم
وقالت السفارة في بيان لها نقلته وسائل الإعلام الروسية إنه “نظرا لتداول الأنباء في الفضاء الإعلامي السوداني بشأن التعليق لتنفيذ الاتفاق بين روسيا والسودان حول إنشاء مركز الإمداد المادي والتقني للأسطول البحري الحربي الروسي على أراضي السودان، تؤكد السفارة الروسية أن هذه المزاعم لا تتطابق والواقع، بغض النظر عما تقوله المصادر المزعومة”.
وفي نوفمبر الماضي، نشر موقع الحكومة الروسية وثيقة اتفاق أولية مع السودان لإنشاء قاعدة بحرية في البحر الأحمر بالسودان لتزويد أسطولها بالوقود.
وتنص الوثيقة الأولية على إنشاء “مركز دعم لوجستي” في السودان يمكن من خلاله تأمين “تصليحات وعمليات التزويد بالوقود واستراحة أفراد طواقم” البحرية الروسية.
ويمكن أن تستقبل هذه القاعدة 300 عسكري وموظف مدني كحدّ أقصى، وكذلك أربع سفن بما في ذلك مركبات تعمل بالطاقة النووية، وفق مشروع الاتفاق.
وكان مقررا أن يتم إنشاء القاعدة في الضاحية الشمالية لمدينة بورتسودان، بحسب الإحداثيات الجغرافية المذكورة في هذه الوثيقة المفصلة والمؤلفة من ثلاثين صفحة.
في السنوات الأخيرة، تقرّبت روسيا التي باشرت عودة جيوسياسية إلى أفريقيا، من السودان في المجال العسكري، ومن خلال مشاريع في المجال النووي المدني.
ومنذ مايو/أيار 2019، يربط بين البلدين اتفاق تعاون عسكري مدّته سبع سنوات.
في أواخر يناير2019، في خضم أزمة سياسية في السودان، اعترف الكرملين بأن مدربين روسا يتواجدون “منذ بعض الوقت” إلى جانب القوات الحكومية السودانية.
وأثناء زيارة إلى روسيا أواخر العام 2017، طلب الرئيس السوداني المعزول عمر البشير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “حماية” السودان من الولايات المتحدة ودعا إلى تعزيز التعاون العسكري مع موسكو بهدف “إعادة تجهيز قواتها المسلحة”.