شارك المئات من الأشخاص الأحد في مظاهرة بساحة الجمهورية وسط العاصمة الفرنسية باريس تضامنا مع الفلسطينيين، وتلبية لـ”نداء” جمعية “فلسطينيو إيل دو فرانس” (باريس وضواحيها )ورفعت خلال المظاهرة شعارات تطالب بـ”فلسطين حرة”، وتعبر عن دعمها لسكان حي الشيخ الجراح بالقدس مصدر الشرارة الأولى للتصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين، الذي قتل فيه 248 شخصا بغزة و12 إسرائيليا.
واعتبر فلسطيني غزاوي شارك في المظاهرة أن هذه الحرب “أعادت للقضية الفلسطينية بريقها بعد أن فشل ترامب بإقبارها”
وهي المظاهرة الثانية التي تنظم في باريس في يومين متواليين، ورفضت السلطات أن تخرج من نطاق ساحة الجمهورية، فيما كان المنظمون طلبوا أن تكون على شكل مسيرة تنطلق من منطقة “باربيس” بالدائرة الـ19 وتنتهي في ساحة الجمهورية، وكانت قوات الأمن الفرنسية تدخلت لفض مظاهرة مماثلة في 15 مايو لم ترخص السلطات بتنظيمها.
وتأتي هذه المظاهرة بعد ثلاثة أيام على إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وتسبب القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على القطاع غزة في مقتل 248 شخصا، بينهم 66 طفلا، وفق السلطات في القطاع، كما قتل 12 شخصا بينهم طفلان وجندي على الجانب الإسرائيلي بصواريخ أطلقت من القطاع، حسب الشرطة الإسرائيلية.
وتفيد أرقام صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن نحو 6000 مقيم في قطاع غزة فقدوا منازلهم جراء القصف، بينما تضررت أكثر من ألف وحدة سكنية أو تجارية بفعل الغارات.
الدعم للشعب الفلسطيني
رواد، شاب فلسطيني مقيم بباريس، كان واحد من المشاركين في المظاهرة حيث قال لمصادر، “مشاركتي اليوم في هذه المظاهرة هو تأكيد الدعم لحق الشعب الفلسطيني”، قبل أن يضيف: “في عيد الفطر، غزة كانت تحت القصف، نحن لم نعيد، الفرحة كانت منقوصة، وبالنسبة لنا الإعلان عن الهدنة من جانب واحد، هو نصر، نحتفل به اليوم، وهذه الرقصة أمامك هي لهذه الغاية”، في إشارة منه إلى رقصة فلسطينية، كان تؤديها وسط الساحة مجموعة من الشابات.
وحضور الكثير من الشباب للمظاهرة، بالنسبة لهذا الشاب الفلسطيني، “دليل على أن القضية الفلسطينية انتقلت إلى الجيل الجديد، وهي مستمرة في الحياة”. الأمر نفسه ذهب إليه أحمد، وهو متظاهر تونسي، حضر إلى المظاهرة بمعية طفلين من مقربيه، إذ يعتبر أن “هؤلاء الأطفال يجب أن تفتح أعينهم على القضية ويتعرفون على حيثياتها، لأنهم المستقبل” بحسبه.
وعبر الطفل حمزة الذي كان بجانب أحمد، وهو يلوح بعلم فلسطيني صغير، عن سعادته بمشاركته في المظاهرة، وإن كان لايزال يحاول فهم هذه القضية، التي “تعرف عليها في المدرسة عبر المعلمة”، يقول حمزة ، أنها “حرب دون نهاية” حسب ما يبدو له، إلا أنه يؤمن بجدوى مثل هذه المظاهرات في تحسيس الرأي العام العالمي بهذا الملف الشائك.
وكانت وئام برهومة نائبة عمدة “نوازي لو سيك” في ضاحية باريس من بين السياسيين الذين شاركوا في المظاهرة، والتي تعتبر أن الموقف الفرنسي من الملف “ليس مشرفا”.
وتحضر اليوم لهذه الوقفة، لترسل “نداء لباريس حتى يكون لها موقف واضح من القضية الفلسطينية”، ولتؤكد “رفضها سياسة باريس تجاه هذا الملف”، مشيرة إلى أنها “سياسية غير منتمية لأي حزب…والكثير من المنتخبين مثلها يعارضون الحكومة في مقاربتها لأزمة الشرق الأوسط، ويحاولون أن يقولوا لها إننا لا نتفق معك بهذا الخصوص”.