اقترحت مجموعة دول “الترويكا” طلباً تدعو فيه التيارات السودانية وقوى الحراك المدني الثوري منح تعهدات رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن “عبدالفتاح البرهان” فرصة لانسحاب الجيش من العملية السياسية كما تجري في نفس الوقت مباحثات أمريكية سعودية لدفع الاطراف السودانية للحوار يبدو ان العالم يسعي لجلب الاستقرار والهدوء اولا في بقاعه المتلهبة نتيجة مايعيشه من مضاعفات الحرب الاوكرانية! وفي ذات السياق يأتي لقاء السفير السعودي والقائم بالاعمال الامريكي بالسودان لتسريع العملية! في ظل تقارير صحفية بريطانية تنعي علي الاحزاب السودانية عدم قدرتها علي ادارة الاختلاف السياسي والوصول لتسوية وطنية! وهناك حاجة قوية واستعجال لبسط الهدوء والاستقرار في هذا الجزء من العالم الذي لم يعد يستحمل هذه المماطلات السياسية بزعمه في صراع السلطة بالسودان!
ذلك ما ترجمته حرفيا قمة جدة التي اشارت الي ضرورة الاتفاق مابين القوى السياسية بالبلاد لتتفرغ سريعا وتتوجه القمة الي الاهتمام للهموم الحقيقية التي تؤرق العالم الاول وتناول النقاش باهتمام لافت لمسائل الغذاء والطاقة ليتضح ان الدولتين مشغولتان بمشاكل كثيرة
وعمليات اطفاء للحرائق المتعددة بما يطرح التساؤل المنطقي هنا؛ حول هل يمكن لهما أيضا وضع الاهتمام الكافي للسودان في ظل كل هذه الأوضاع ؟
لذلك يرى كثير من المراقبين ان مسارعة قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بتصريحها الذي طالبت فيه الولايات المتحدة والسعودية بدعم السودان في ازمته السياسية نتاج لهذه القراءة التي تقول ان العالم في ظل مايعيشه من ازمة مضاعفات الحرب الاوكرانية وانعكاساتها عليه، قد تراجع اهتمامه كثيرا بقضايا الهامش الاخرى الا في تعلقها بحسم صراعه مع الدولة الروسية! لهذا قوبل تصريح الحرية والتغيير بانتقادات متعددة! فيما عده اخرون محاولة استجداء يائسة من دول اصبح من الواضح حسم امرها باتجاه قبول حكومة الامر الواقع خاصة في القبول اللافت للتغييرات الواسعة في الطاقم الدبلوماسي لحكومة الامر الواقع في عدد كبير من الدول ذات التأثير الكبير في علاقاتها بالسودان فضلا عن موافقة مجلسي الشيوخ والكونغرس الامريكي علي ترفيع التمثيل الدبلوماسي بتسلم سفير أمريكا لمهامه بالخرطوم وتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين! وذلك عده كثيرون مؤشر قوي في سعى امريكا وحلفائها لاخراج تسوية سياسية تعمل علي استقرار البلاد بقبول الامر الواقع مع بعض التغييرات التي تبرر لهما اخلاقيا مواصلة الدعم للحكومة السودانية طور التشكيل الجديد وطي ملف السودان تماما بحسب نواياها في التفرغ لمصارعة روسيا ومجابهة قضايا تعتبرها بنظرها اخطر واكثر اهتماما بها مما عداها من قضايا وهموم اخرى