تلوح فى الأفق، وبعد تعثر مفاوضات سد النهضة، نذر إشتعال حرب المياه بين الدول الثلاث، السودان ومصر وإثيوبيا. ورغم الضغوط الدولية، فشلت مصر والسودان وإثيوبيا، حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بشأن منهجية التفاوض في قضية سد النهضة. وطالبت مصر والسودان مجددا في الاجتماع السداسي الذي عقد في الكونغو، منذ الأحد، وتم تمديده ليوم إضافي، بتوسيع مظلة المفاوضات بشأن ملء السد الذي أعلنت دولتا المصب أنه سيمثل خطورة كبيرة عليهما، إلا أن إثيوبيا رفضت وأكدت أنها مستمرة في العمل على تجهيز الملء الثاني للسد.
وأتى الاجتماع بحضور وزراء الخارجية والمياه في الدول الثلاث، بعد إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين مصر والسودان.
هل تشتعل حرب المياه:
وتأتي اجتماعات كنشاسا والتي تفيد الأنباء عن وجود تعثر فيها، بعد أيام قليلة من تهديد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بأن أحدا “لا يستطيع أخذ نقطة مياه من مصر وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد”.
ويرى الخبراء أن تصريحات السيسي هي تهديد واضح بالحرب، وقد تلجأ مصر والسودان للحرب بسبب التعنت الإثيوبي. ويري المحلل السياسي الإثيوبي، جمال بشير، عدم امكانية اشتعال الحرب ويقول إن هناك “بالفعل مرتكزات قوية تعتمد عليها أديس أبابا في موقفها، أهمها اتفاقية المبادئ التي تم توقيعها بين الدول الثلاث في 2015، كما أن من حق أي دولة أن تبني سدودا داخل حدودها ما لم تضر بالآخرين”.
مطلب الإدارة المشتركة للسد:
جدير بالذكر ان السودان ومصر لم يعترضا على بناء السد وكل المطالب السودانية والمصرية تتمحور في أن تدير لجنة فنية من خبراء الدول الثلاث عمليات ملء وتشغيل السد. وهو الأمر الذي ترفضه إثيوبيا بشكل قاطع وبحجة السيادة، وير الخبراء أن هذا الرفض غير المبرر يوحي بأن هناك مشاكل قد تكون فنية في عملة البناء ولا تريد إثيوبيا أن تطلع عليها الدولتان أو هناك نوايا مبيتة لأستخدامات أخري للسد غير المعلن عنها وهو توليد الكهرباء.
ورغم تأكيد إثيوبيا مرارا على انها لا تنوي التسبب في أضرار للسودان ومصر إلا أن السودان ومصر يقولان ان التجربة مع إثيوبيا تقول أنها لا تلتزم بما تقول وهناك غموض وعدم شفافية حول النوايا.
الفرصة الأخيرة في كنشاسا:
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري: “تُعتبر هذه المفاوضات بمثابة فرصة أخيرة يجب أن تقتنصها الدول الثلاث من أجل التوصل لاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة خلال الأشهر المقبلة وقبل موسم الفيضان المقبل”.
وأضاف شكري أن مصر “تفاوضت على مدار عشر سنوات بإرادة سياسية صادقة من أجل التوصل لاتفاق يحقق لإثيوبيا أهدافها التنموية ويحفظ في الوقت ذاته حقوق ومصالح دولتَي المصب”. وتابع “إذا توافرت الإرادة السياسية والنوايا الحسنة لدى كل الأطراف، فإنه سيكون بوسعنا أن نصل للاتفاق المنشود الذي سيفتح آفاق رحبة للتعاون والتكامل بين دول المنطقة وشعوبها”.
وقد تمسكت القاهرة والخرطوم بتوسيع الوساطة في أزمة سد النهضة لتشمل الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي برعاية الاتحاد الأفريقي، لكن إثيوبيا رفضت مجددا، واقترحت في المقابل دعوة مراقبين حسب المسارات التفاوضية.