قبل عام من الان اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بأغلبية ساحقة يدعو لإنهاء الحظر الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ 59 عاما.
وهو اطول حصار اقتصادي في التاريخ الحديث ولكن ارادة المجتمع الدولي شكلت ضغطاً على الولايات المتحدة من اجل رفعه عن كوبا .
والحال في السودان مفارق تماماً لشكل كوبا الان السودان جديد بعد ثورة اقتعلت النظام البائد من جذوره وازاحت الحاجز الذي كان بين الولايات المتحدة وشعب السودان .
والان قرابة العام على تشكيل حكومة الثورة والفترة الانتقالية ولكن لم يتغيير شي ولم ترفع الولايات المتحدة الحصار عن السودان وظلت وعود وامال يعيش عليها الشعب السوداني .
فمن هو الذي يعيق رفع الحصار عن السودان سياسية الحكومة ام الولايات المتحدة ؟
بكل تاكيد ان القضية هي قضية وطن كامل وشعب واحد يريد ان يفك عنه هذا الحصار الاقتصادي الذي اثر بشكل كبير علي حياتهم وزاد فقرهم ومعانتهم واغلاق امامه كل فرص الانفتاح علي العالم .
لذلك فان سياسة الحكومة الحالية المنتهجة اتجاه رفع الحظر لا تلبي الامال ولا الطموحات وتبدو بطيئة للغاية وكأنها خطوات للخلف بدل الامام .
لابد ان تكون دبلوماسيتها حصيفة وقوية اتجاه القضية واكثر مسئولية وان تكون مباشرة وجادة وتبتعد عن المرواغة وتنفذ الشروط بكل جدية .
للاسف كل هذا لم يحدث حتى الان ، لم يتم التوصل الي تسوية مع اسر الضحايا الامريكيين وهم الذين قالت الولايات المتحدة الشرط الاكبر في رفع السودان عن الحصار الاقتصادي وابعاده عن قائمة الدول الراعية للارهاب.
وبلا شك القضايا الداخلية الاخرى معقدة وتسير بشكل ابطئ من الدبلوماسية مع الولايات المتحدة ، فلم يتحقق السلام ولم يكون مجلس تشريعي في السودان ويعيين ولاة مدنيين في الولايات.
الخلاصة
كل ذلك يشير الى تقصير واضح اتجاه القضية المهمة لحياة الشعب السوداني من قبل الحكومة التي تتبع سياسة معقدة وتبتعد عن التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة .
وترد علي مطالب الضحايا الامريكيين بان لا ذنب لهذا النظام بدلاً من مفاوضتهم والجلوس معهم ومع الحكومة الامريكية وتسوية القضية بكل هدوء من اجل رفع الحصار الاقتصادي والعقوبات من قبل الولايات المتحدة .