بدأ المخطط والذي تديره دول أوروبا وإسرائيل وبقيادة أمريكية لتقسيم السودان بأن يأخذ مسارات حقيقية لتحقيق مطامع واشنطن، فإنفصال جنوب السودان قبل عشر أعوام ليس كافيا للإدارة الأمريكية، وتطمع بأن ينتهي المشروع بإنفصال دارفور وغيرها من الأقاليم الساعية للإنفصال .
قبل الثورة كانت دول الغرب تسعى بشكل واضح لمحاربة الدولة بحجة وجود عمر البشير “مجرم الحرب” على رأسها، وكانت تطالب بمحاكمته في لاهاي بتهمة جرائم الحرب في دارفور، والأن بعد سقوط نظام البشير، تقوم أمريكا وحلفائها بالتدخل السافر في كل الشؤون الداخلية للسودان، وتستغل ضعف وقلة خبرة المسؤولين لتمرير مخططاتها عن طريق خدعة المساعدات والمرور الأمن نحو التحول الديمقراطي .
مؤتمرات تعقد لنصرة السودان يكون الهدف منها دخول المستثمر الأجنبي لإستغلال السودان مقابل فوائد لا تتجاوز ال 10% للسودان، وكذلك إسقاط الديون وتقديم القروض، والهدف من ذلك جعل القرار السوداني بيد الدول المقرضة والداعمة .
دعم الحركات المسلحة الساعية للإنفصال أيضا أحد أهم الأسلحة التي يستخدمها الغرب لتحقيق أهدافه الإستعمارية، وإذا لم تلتفت الحكومة وقيادات المؤسسات العسكرية الوطنية لذلك قبل فوات الأوان ستكون العواقب وخيمة .
دخلت أمريكا افغانستان والعراق في بداية الألفية الجديدة، والنتيجة خراب ودمار وجهل وفقر لن ينتهي قبل عشرات السنوات، والسودان لديه أزمات تكفيه أيضا سنوات لمعالجتها، ويجب أن تعمل على محاربة مخططات الغرب سريعا لكي لا نبكي على اللبن المسكوب .