بعد قرارات 25/أكتوبر للقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ورئيس مجلس السيادة الانتقالي برزت مواقف متعارضة ومتباينة داخل مؤسسات حزب الأمة القومي، وتعارض المواقف عندما يكون له تأثير سياسي سلبي يمكن أن نسمية «تضارب مواقف» حينها يصبح التباين خلافاً، والتعارض ظاهرة يظهر فيها الخلاف حاداً حين ما يعزز كل طرف مواقفه بأدلة يراها مناسبة ويتعزر التوافق حول القضايا المختلف حولها. إعلان رئيس حزب الأمة القومي المكلف اللواء فضل الله برمه ناصر أن ما قام به من وساطه وتقريب لوجهات النظر تمليه عليه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والخوف من أن تصل الصراعات إلى حرب أهلية، ووساطه بناء على تفويض حزبه بإجراء ورعاية حوار بين العسكريين وحمدوك ممثلاً للمكون المدني وأن الحزب يؤيد الإعلان السياسي الجديد الذي تراضت عليه مجموعة مقدرة من عضوية الحزب و القوى السياسية التي كانت جزءاً من حوار طويل وضع حداً للخلاف والتباين بين أطراف وشركاء الثورة المجيدة، تصريحات نائبة رئيس الحزب وزيرة الخارجية المقاله المنصورة مريم الصادق ورفضها للاتفاق ووصفها لقرارات القائد العام بأنها انقلاب عسكري يجب مقاومته بكافة الوسائل المتاحة ثم تصريحات صديق الصادق ورفضه للاتفاق ومعارضته له ودعوته لعدم الاعتراف به بل دعا العسكر إلى تسليم السلطة للمدنيين وفسرت تصريحاته بأنها خروج عن مؤسسات الحزب، يرى بعد المراقبين أن الحزب تقوده تيارات متباينه ومختلفه في رؤاها وبرنامجها متسابقة نحو مقاعد السلطة وأبرز تلك التيارات يقودها الفريق إبراهيم الأمين نائب رئيس الحزب وتيار يقوده الأمين العام الواثق البرير وتأثير هذه التيارات على مجريات الأحداث ظهر جلياً ابأن تكليف ولاة الولايات ورفض الولاة المنسوبين لحزب الأمة القومي الانصياع لقرارات الحزب القاضية بالاعتذار من منصب الوالي، هذا الرفض والتشتت إلا دليل على ضعف مؤسسات الحزب نفسها أو عدم تأثرها أو ضعف اللوائح المحاسبية الداخلية، تعارض المواقف بين تيارات الحزب حيال الإعلان السياسي يؤكد أن الحزب فقد بوصلته، والخلافات التي طفحت إلى السطح قديمة وتتجدد وفقاً لخشونة وأهمية الأحداث، اختلفنا أم اتفقنا مع هذا الحزب وتضحياته وتاريخه النضالي الطويل وبالرغم من أن الكثيرين يرون أن التباين في المواقف ربما يكون دليل عافية وأن الحزب يمارس حرية وديمقراطية داخلية أو يمكن أن يقرأ أنه تنافس شريف بين أعضاء يجمعهم حزب وتفرقهم المواقف إلا أن التعارض الحاد قد يضعف الحزب خاصة أن الانتخابات قاب قوسين أو أدنى وبالتالي توافق كافة المؤسسات على رؤى وبرنامج محدد يجعل الحزب قوياً ويستطيع المنافسة في الانتخابات القادمة .
بقلم شاكر رابح