بدأ الآن حصار الخرطوم والصدام قادم لا محالة ، هنالك جماعات وأحزاب عدة في السودان تحالفت مع بعضها البعض ، وكل تحالف منهم يريد أن يفرض أجندته السياسية علي الشعب السوداني ويطبقها عليهم من غير شرعية قانونية تعطيه الحق في تنفيذ ذلك ، قحت و العلمانيون والملحدون وأصحاب الهوي والمجون هم الوحيدون الذين يريدون الإنفراد بالسلطة والحكم من غير الشرعية الديمقراطية التي تخولهم وتعطيهم الحق في تنفيذ ذلك ، فهم يريدون ذلك من غير إنتخابات عامة وبعيدا عن صناديق إقتراعها ، لعلمهم التام بأنهم قد فقدوا القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي كانت تساندهم وتقف معهم في بدايات ثورة الخراب والدمار ، لفشلهم التام في تحقيق رغبات شبابهم الذين قد كانوا يخرجون من أجلها ،
صارت الخرطوم الآن محاصرة حصاراً كاملا من قبل أبناءها ومواطنيها مابين التطبيع الذي ترفضه بعض الجماعات الإسلامية المتشددة ، وما بين التوقيع وأقصد به التوقيع النهائي والذي ترفضه بعض الأحزاب السودانية والتيارات الإسلامية والحركات الموقعة علي إتفاق سلام جوبا ، وما بين (التغليق) الكامل والذي هددت به الإدارات الأهلية بالخرطوم ومن معها من بعض الأحزاب والتيارات الأسلامية في حالة التوقيع النهائي من دون إشراك الآخرين ،
الجيش لا دخل له بهذه الصراعات السياسية ، ولكن إن استفحل الأمر وصار يهدد أمن السودان القومي ولم يستطع السياسيون إيجاد حل ليجمعهم علي كلمة سواء فمن حق القوات المسلحة السودانية وقتئذ التدخل السريع لإعلان حالة الطوارئ في البلاد ومن ثم تشكيل حكومة تصريف أعمال بمهام محددة ، يقودها وطنيون تكنوقراط وإعلان وتعيين المحكمة الدستورية وكذلك تعيين المفوضية العليا للإنتخابات وكذلك تكوين لجنة عليا لإعداد وتجهيز السجل الإنتخابي وكذلك تحديد الدوائر الجغرافية ومن ثم تحديد موعدا لإقامة الإنتخابات العامة في البلاد ليختار الشعب السوداني من يحكمه ،
هذا هو الحل الوحيد والأمثل والأجمل وهو السيناريو المتوقع لمسلسل قحت ودعم المهازل السودانية ، وأعتقد بأن هذه الخطوة سترضي كل الأطراف التي تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة وعريضة ولا تخشي قيام الإنتخابات ، أما تحالف بني قحت ( الصغير والحقير والفقير) فهم يعلمون بأن وفاضهم خال وخاو مما ذكرت فلذلك نجدهم أشد خوفا ورهبة وإرتجافا عندما يسمعون كلمة إنتخابات ناهيك من أن يسمعوا وقت قيامها .