بدلاً عن إنفاق الملايين علي الحروب! تم تغيير نمط الإستعمار عبر شخصيات من الداخل! وإنفاق بضعة ملايين لتحريك مجموعات من الشارع تقبض مرتباتها شهريا عبر ما يُسمي! بمفاتيح الإتصال! ثم نمذجة دموقراطية مسيطر عليها.
لقد فشلت الخطة بعد نجاح أولي كبير في السودان! ولكنها كانت قد نجحت قبل بضع سنين في أوكرانيا.
اللطافة والظرافة معيار قيادي:
نجحت النمذجة في أوكرانيا ولكنها فشلت في دول عربية وغير عربية أخري! وذلك لأن المعايير اليورو-أمريكية في إنتقاء القيادات لا تتناسب مع الشعوب شديدة الفقر! حيث أن معاييرها تعتمد علي فكرة (العصرنة) أي إظهار القيادات وكأنها قادمة من كوكب آخر! كوكب مليئ بالرقي والتحضر وإلتزام بمعايير الرجل الأبيض الأوروبي التي تمثل الحداثة! كان هذا أقل كلفة من الإنفاق علي الحروب! ولكن مشكلة أوروبا أنها لا تكمل جميلها وتقدم دعماً حقيقياً للشعوب الرازحة تحت قيادات أوروبا. وبالتالي يستفحل الفشل.
لقد كتبت منذ سنوات عن الإقتصاد الاوكراني بعد تفتت الإتحاد السوفيتي! وكيف أن أوكرانيا تحولت لدولة تتبني التحرير الإقتصادي والتقشف عبر المنهج الراسمالي! وطوال إنصياعها لتلك البرامج ظلت تعاني من تعطل برامجها الصناعية التي كانت قد أحدثت قفزات كبيرة في ظل الإتحاد السوفيتي! وحين خرجت من الإتحاد السوفيتي كانت نسبة النمو ٢% ثم بدأت حالة الإنهيار لتصل بعد قرابة ثلاثين عاماً للنسبة التي خرجت بها من الإتحاد السوفيتي أي ٢%. الشيء السيئ حقاً هو أن كل القوة الصناعية الأوكرانية نشأت في ظل إنضوائها تحت الإتحاد السوفيتي. هذا ما عقد لساني من الدهشة وأنا أتابع الوضع الإقتصادي الأوكراني قبل سنوات لا لسبب إلا لأنني فكرت حينها في الهجرة إلي أوكرانيا..لكنني عدلت عن الفكرة حينما قرأت الوضع الإقتصادي الذي لم تدعمه أوروبا ولا أمريكا بالقدر الذي دعمت فيه إنفصال اوكرانيا عن الجسد الروسي! وهذا بالضبط موقف حمدوك الذي نال -دوناً عن أي شخص آخر- إلتفافاً جماهيرياً واسعاً، لكن أوروبا كانت تريد مهرجين وبضعة شباب من أصحاب البشرة الناعمة لينقلوا الآيدولوجيات إلي الداخل بلا مقابل يناله الشعب!
إهتم حمدوك بسفاسف الأمور! كختان الإناث وحرية شرب الخمر والمساواة بين الرجل والمرأة والجنسانية ومجتمعات المثليين! في دولة يحتاج مواطنها لرغيف الخبز! لذلك انتهي حمدوك بلا رجعة! وإن كانت بعض جيوب الأوروبيين ما زالت مندسة في القليل من المناطق الإقتصادية مثل إتحاد شباب أصحاب العمل وغيره.
دعمت الإمارات ذلك التوجه الأوروبي خلال الفترة السابقة محاولة لإسترضاء الغرب! فتم إستخدامها وإستخدام أموالها، ثم وجدت نفسها تواجه الحقيقة المرة! وهي إتجاه غربي للتوافق مع إيران التي تحتل الجزر الإماراتية! وفي حركة غبية إستدعت الإمارات بشار الأسد كنوع من إظهار الرفض لشرعنة النظام الإيراني!
وستظل الإمارات تخسر وتخسر لأنها لم تتخلص من عقليتها البدوية! التي جعلتها تنفق مليارات الدولارات علي التفاهات مثل شراء نسخة مشوهة من متحف اللوفر! وإرسال مسبار صنعه الهنود والكنديون وغيرهم بإسمها، وتجنيس لاعبي كرة القدم من الأفارقة! فلدي البدوي فهم خاطئ بأنه يستطيع شراء كل شيء بالمال! وهذا غير صحيح! وقد قال المثل السويدي: من يشتري أشياء لا يحتاجها إنما يسرق نفسه.
الآن المهرج اليهودي زيلنسكي يقع في ذات ورطة حمدوك! بعد سنوات من الضحك علي الشعب الأوكراني وحمله إلي مصير مظلم جراء سياسات أوروبا وأمريكا. رغم أن أوكرانيا خرجت بتركة ضخمة من القوة الصناعية من الإتحاد السوفيتي ولكنها لم تعمل بشكل متوازن في بناء علاقات إيجابية مع روسيا وأوروبا..