أعرب نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، عن ترحيبه بتوقيع الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيقراي، إتفاقاً لوقف إطلاق النار. وأشاد دقلو في منشور له على فيسبوك، بالروح الإيجابية التي تحلت بها الأطراف، وتغليبهم المصلحة العليا، حفاظاً على وحدة وإستقرار الشعب الإثيوبي. وثمن نائب رئيس مجلس السيادة جهود الوساطة التي قادها الإتحاد الأفريقي، وكل المساعي الحميدة، التي أسهمت في التوصل لتوقيع الإتفاق.
وإتفقت الأطراف المتحاربة في النزاع الدامي المستمر منذ سنتين في منطقة تيغراي الإثيوبية على هدنة، حسبما أعلن وسيط الإتحاد الأفريقي، عقب محادثات ماراثونية في جنوب أفريقيا. وقال الوسيط الخاص، الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو في حفل توقيع الإتفاق إن طرفي النزاع الإثيوبي إتفقا رسميا على وقف الأعمال العدائية ونزع الأسلحة بشكل منهجي ومنظم وسلس ومنسق. وأكد إن الإتفاق سيسمح بتقديم الإمدادات الإنسانية إلى تيغراي من جديد. وأبان أوباسانجو إن تنفيذ الإتفاق ستشرف عليه وتراقبه لجنة رفيعة المستوى تابعة للإتحاد الأفريقي، مشيدا بالعملية بإعتبارها حلا أفريقيا لمشكلة أفريقية.
من جانبه قال الخبير الإعلامي والمحلل السياسي محمد سعيد أن حميدتي صار أشبه بالوسادة الهوائية التي تمتص خلافات وأزمات القارة الأفريقية، وذلك بفضل حراكه الكبير لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة. وأكد محمد على أدوار حميدتي وإسهامه في إستقرار الأوضاع بكثير من دول القارة ودول الجوار على وجه الخصوص. مشيرا إلى دور حميدتي الكبير في بسط الأمن والإستقرار بدولة تشاد عقب إغتيال الرئيس السابق إدريس ديبي.
وأشار سعيد إلى جهود نائب رئيس مجلس السيادة في دولة جنوب السودان، حيث لا يزال هو الضامن لإتفاق السلام الموقع بين سلفا كير ونائبه رياك مشار. وأكد محمد أن دقلو يحظى بقبول وسط جميع الأطراف، لإلمامه بطبيعة النزاع والقضايا الخلافية، مما مكنه من تقديم طرح إيجابي وحلول وجدت التأييد وتم التوافق عليها، فتحققت الكثير من المصالحات وعم السلام في بقاع كانت مهددة بالإنفجار.
وقال الخبير محمد أن الحرب في إثيوبيا تهدد أمن الإقليم ككل، والسودان بصفة خاصة، نسبة للحدود بين البلدين، وإستقبال السودان لمئات الآلاف من النازحين إلى أراضيه، الذين هربوا من جحيم الحرب. وقال محمد أن السودان تقع على عاتقه مسؤوليات كبيرة لعقد المصالحات، ودعم أطروحات السلام، بإعتباره من الدول الوفاقية ويتمتع قادته بالحكمة والرؤية الثاقبة.
وأكد محمد على أدوار الدعم السريع في مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر وتجارة المخدرات والسلاح والجرائم العابرة للحدود، وهي أخطار تنمو في ظل الصراعات والحروب والتشاكس. مؤكدا أن إستقرار القارة الأفريقية يعني إستقرار وأمان العالم. وقال محمد أن على جميع القادة دعم المصالحات والتوافق ونبذ الحروب والإقتتال لتفادي كثير من الأخطار التي تحدق بالقارة السمراء.