أعتقد ان الرجل في غرفة الإفاقة الآن بعد أن لعب الكيزان على تفكيره ، فحسب وعود المجلس العسكري والزواحف من المفترض ان تسقط الحكومة خلال اسبوع من الحصار ، ولكن باعتراف ترك نفسه أن الحكومة وجدت بدائل سريعة واستطاعت الالتفاف حول الحصار ولم تسقط ..
فالحصار الإقتصادي لم يسقط حكم القذافي ، كما لم يسقط نظام حكم صدام حسين ..
وفي الحالة السودانية من فرض الحصار هو المجلس العسكري ولم يكن الناظر ترك إلا ممثل كومبارس في مسرح عريض .
الناظر ترك نفى تهمة منع السكر والدقيق والدواء من الوصول لبقية مدن السودان ، لكن الذي حدث أن السفن التجارية لم تجازف بالرسو في بورتسودان بعد ان علمت بإغلاق الميناء وهناك قطع للطريق ، البعض منها رجع بشحنته والبعض منها بحث عن ميناء بديل ، فالموانئ مثلها ومثل المطارات تتاثر بالاوضاع الأمنية ، والان الناظر ترك يقوم انصاره بقطع الطريق المؤدي إلى الميناء ، ولكن الميناء ربما يبقى مغلقاً للأبد بعد أن اكتشف التجار ارتفاع التكلفة وعدم استقرار الأوضاع الامنية في الموانئ السودانية ..
وتمنيت أن يسأله الاستاذ لقمان عن قصة ذلك المواطن المغترب الذي تعرضت سيارته لاطلاق النار من قبل أنصار ترك لأنه تجاوز الحواجز ..
ومن المفارقات ان مدن الشرق تعتمد الآن على المحروقات والأدوية والدقيق التي تأتيها عبر الموانئ المصرية، وقد كان في هذه البدائل فائدة لمواطن الشرق قبل غيره ، لذلك صمدت مدن الشرق حتى الان، فالناظر ترك كان يسمح بدخول تلك المواد لمدن الشرق ، ولم تتعامل الحكومة معه بردة الفعل كما حدث مع اثيوبيا في اقليم التيغراي .
اعتقد ان الناظر ترك يريد من يمد له يد المساعدة وينقذه من شيطان الفلول الذي وعده بإحدي الحسنيين :
سقوط حكومة حمدوك وإستلام العسكر للسلطة.
بشري احمد علي