حوار مثير للأمين العام لحركة المستقبل لــ (الإنتباهة)

كيف تقرأ الراهن السياسي في ظل التناقضات وحالة الاحتقان الماثلة؟ــ الوضع السياسي الآن معقد تعقيداً شديداً، والسبب أن كثيراً من القوى السياسية تريد أن تنفذ أجندتها ولا تريد تنفيذ الأجندة الوطنية التي لو بقيت مقدمة على سواها قطعاً سيصل الناس لاتفاق سياسي، وإلا ستظل القوى السياسية رهينة لحالة التشفي والإقصاء التي لن تقدم الوطن للأمام، والأخطر من الوضع الماثل أن الأزمة تسربت إلى أن أضحت خلافاً بين المكونات العسكرية بفعل بعض القوى السياسية، وهذه ليست في صالح العملية السياسية الجارية، ونحن ملخص رأينا أن الحل وطني يبعد التدخلات الأجنبية وما هو الحل الوطني؟ــ الآن الثورة مضت عليها أربع سنوات، والحديث عن الشرعية الثورية انتهى، والسنوات الاربع بمثابة دورة انتخابية جرت خلالها الكثير من المياه تحت الجسر، إذن يجب رد الأمانة للشعب، والذي مضى كان انتقالاً، وبالتالي يجب إنجاز ترتيبات الانتخابات وتشكيل حكومة تصريف المهام لتوفر للشعب العيش الكريم وتحافظ على الخدمات الموجودة، وتتم تهيئة الأجواء للانتخابات وعمل دستور مؤقت خلال هذه الفترة، وعلى الأحزاب أن تذهب لتبني نفسها وتقدم تجربتها للشعب السوداني خلال الانتخابات.

* العملية السياسية الجارية الآن تحظى بدعم إقليمي ودولي كبير، وبالتالي يرى كثيرون أن أي حل يجب أن يمر عبره؟ــ ماذا يعني الدعم الإقليمي والدولي.. (ونحن ذاتنا ما معترفين بيه)، ونعتقد أنه غير مفيد، والاتفاق الإطاري حتى لو تم لن ينجز شيئاً، وأية دولة تعول على دعم إقليمي أو دولي ستحصد السراب، وهنالك الكثير من النماذج في دول حولنا يجب أن يراها الناس، وبالتالي هذا الجانب غير مفيد، وإنما المفيد للسودانيين أن يجلسوا للاتفاق والحوار وكيفية الحكم والتداول السلمي للسلطة والاحتكام للشعب، وأن تأتي حكومة عبر الانتخابات.

هنالك فتور في العملية السياسية التي فيما يبدو تشهد توقف الحوار بين كتلتي الحرية والتغيير، والخلافات داخل المكون العسكري، فما هي السيناريوهات المرتقبة؟ــ السيناريوهات عديدة، وهنالك سيناريو متشائم بأن نذهب لاحتراب وتشظٍ، وهذا وارد حال عدم وجود الإرادة السياسية ونتمنى ألا يحدث، والسيناريو الآخر المتفائل أن يحدث اتفاق سياسي، وإن لم يحدث على القائمين على أمر السلطة أن يكتبوا دستوراً وانتخابات وقانوناً ومفوضية لها، ويحدث حوار بين القوى السياسية ويذهب الجميع للصناديق.

القوى الموقعة على الإطاري المجلس المركزي والشعبي وآخرون يرفضون خيار الانتخابات ويعزون ذلك لعدم جاهزية البلاد وعدم إكمال إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو؟ــ في هذه الحالة البديل سيكون أسوأ .

وما هو البديل؟ــ  البديل بعدم انعقاد الانتخابات سيزيد حالة الانقسام السياسي وتمدد مهددات الأمن القومي.

هل من طريق ثالث للأزمة السياسية؟ــ ليس هناك طريق ثالث، إما الطريق الحالي أو طريق الاتفاقيات الثنائية أو التوافق بين كل القوى السياسية (عشان نحكم مع بعض)، ونحن نتجاوز هذه الأشياء باعتبار أننا نؤمن بأنه ليس لأية قوة سياسية الحق بأن تحكم دون انتخابات، وفقط يجب عمل ترتيبات لانتقال يأتي بكفاءات غير حزبية.

هل تم التواصل معكم في حركة المستقبل لإلحاقكم بالعملية السياسية الجارية؟ــ أبداً.. نحن لدينا تواصل يتم عبر الكتل السياسية الموجودين فيها وأهمها الحراك الوطني، ولكن لم يتم اتصال معنا كحركة مستقبل.

ما هو مصير التيار الاسلامي في البلاد على ضوء المتغيرات الحالية وسقوط نظام حكمهم؟ــ الحكم متروك للشعب السوداني عبر الانتخابات بطرح نفسه عبرها.

هل فرص عودتهم للحكم واردة؟ــ أية إجابة ستكون استباقية للانتخابات.

حركة المستقبل متهمة بأنها الذراع السياسي للحركة الإسلامية؟ــ أبداً حركة المستقبل مستقلة عن الحركة الاسلامية وهي حركة تم فيها نقاش، صحيح هنالك اسلاميون داخلها وأنا واحد منهم، وهنالك أفراد مثلي جاءوا بأشخاصهم.

ولكن البعض يرى أن حركة المستقبل إعادة للمؤتمر الوطني بشكل جديد؟ــ أبداً.. نحن نطرح أنفسنا بمعزل عن أية تجربة سياسية سابقة، وأنا شخصياً لو تم سؤالي عن حركة المستقبل كأمين عام لها فهي حركة في فترة التأسيس، ولكن إذا كان هنالك من يريد أن يسألني عن تاريخي السابق ومواقفي فهي قضية خاصة بي وأدافع عنها بمنهجي وشخصي.

حدثنا عن المؤتمر العام الأول للحركة الذي ينعقد خلال الأيام المقبلة؟ــ الحمد لله الحركة تأسست في نوفمبر 2019م، وسبقها حوار بين مجموعات كبيرة من الشباب والنساء، وحدثت اتصالات، وأنجزنا المؤتمر التأسيسي في ذلك الوقت، وبدأنا من قمة الهرم بعقد مؤتمر عام واختيار مجلس قومي، وثم تم اختيار أمانة عامة وأمين عام، وهؤلاء هم المنوط بهم أن يقوموا بعملية بناء الحزب بالقواعد وبدأنا فعلاً، وكان مقدراً لنا أن ننتهي من هذه المهمة في ظرف عام واحد ولكن المدة تطاولت لثلاث سنوات، والحمد لله تم بناء الحركة واكتملت عملية البناء في كل الولايات، وانعقد كذلك المؤتمر الوظيفي، وفي الرابع عشر من الشهر الجاري هنالك مؤتمر عام للمرأة، وفي يوم (15) سينعقد المؤتمر العام وهو أول مؤتمر عام يتوج بعملية البناء وسيكون لمدة يوم واحد، وستتخلله جلسة افتتاحية وتقديم عدد من الأوراق وأداء أمانة التأسيس في الفترة القادمة، وفي نهاية المؤتمر سيتم انعقاد مجلس قومي الذي بدوره سينتخب أميناً عاماً ليباشر العمل الإداري والسياسي في المرحلة المقبلة.

هل ستواصل أميناً عاماً لدورة مقبلة؟ــ أبداً.. حيث أنني اشترطت أن أكون أميناً عاماً لفترة التأسيس فقط.

كيف تقرأ بودار الصراع العسكري الذي خرج للعلن؟ــ المطلوب من العساكر أن يعلوا المصلحة الوطنية وأن يبعدوا أنفسهم عن القوى السياسية، لأن معظمها يريد الاستقواء بقوة مسلحة سواء كانت (قوات مسلحة) أو (دعم سريع) أو غيرها، وأن ينتبهوا للمصلحة الوطنية والبلاد لا تحتمل الاحتراب، وأن يديروا المشهد بحيادية بعيداً عن أي شيء آخر، وأن يتركوا الأمر للمواطن السوداني لاختيار من يحكمه، والذي سيعلنه الشعب السوداني عبر مفوضية الانتخابات سواء كان حزباً سياسياً أو شخصاً هو الذي من حقه أن يحكم لدورة، وكذلك المطلوب من العسكريين أن يبعدوا عن التراشق الإعلامي.

هل تتوقع أن يكون خيار الانتخابات الرئاسية بمعزل عن الانتخابات العامة مطروحاً؟ــ هذا الأمر كله يتوقف على العملية السياسية والحوار السياسي الذي يجري الآن، ونحن لسنا طرفاً فيه، وما نتج عن الاتفاق الإطاري ومحاولات لإلحاق آخرين به لا نعتقد أنه يفضي لحل للأزمة، وينبغي أن يكون الحوار حول كيفية ترتيب البلاد للمرحلة القادمة وشكل النظام السياسي، ولكن الذين يتحاورون الآن محور حديثهم (ينتخبون منو رئيس وزراء ويجيبوا وزير عدل منو ومنو؟) وهذا غير مطلوب.

لماذا لم تتم دعوة حركة المستقبل للعملية السياسية.. هل لأنكم محسوبون على التيار الاسلامي؟ــ لم تتم دعوتنا لأنه لا يبدو أن هنالك حرصاً على دعوة القوى السياسية، والذين يديرون هذه العملية لا يريدون إضافة آخرين ويحاولون أن يكونوا لوحدهم، وهذه حلول آحادية لا تقدم البلاد للأمام، ولذلك نحن لم نمض إليهم أو المشاركة في عملية بهذا الشكل.