✍محمد عبد القادر
💥(الغريق قدام.. يا فولكر) !!
إنصرف رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الإنتقالية فولكر بيرتس إلي مغازلة قوي الحرية والتغيير والواجهات الثورية الأخري في تعليقه علي التظاهرات التي وصلته في عقر داره نهاية الأسبوع الماضي.
صب الرجل جام غضبه علي حزب المؤتمر الوطني المحلول بدلا عن التعمق في فحوي الرسالة وقراءة مضامينها جيدا والناي عن إبتسارها وإختزالها في مجرد(تحركات فلول ) بلا قيمة أو هدف .
أسفر بيرتس عن وجهه المتحامل الكالح ضد كل من يرفض التدخلات الخارجية ويطالب بسودنة حلول أزمتنا الوطنية بعيدا عن الأجندة الدولية.
تعامل فولكر علي طريقة النشطاء ونظر إلي الحدث بطريقة صنفته جزءا من خلافات المشهد السياسي بدلا من أن يكون وسيطا مسهلا للحوار بين كل السودانيين.. أراد بيرتس علي مايبدو إستباق حراك يستشعر أنه سينشط خلال المرحلة القادمة رفضا لتدخلاته السافرة في الشان السوداني! سعي عبر تصريحه بالطبع لتلغيم أي تيار مناهض للأجندة الخارجية وتصنيفه كنشاط لعناصر حزب المؤتمر الوطني .
إنزعج الرجل والمشهد يكذب قراءاته بأن في السودان شارع واحد وأن المواجهة الموجودة الآن تضم كل الفاعلين في المشهد السياسي! تفاجا فولكر بالأرض تهتز تحت أقدام بعثته الدولية وعبر نشاط مشروع لسودانيين لم يكن يراهم بيرتس قبل يوم المواكب لكنه تعرف عليهم يومها وعليه أن يتذكرهم جيدا ولا يختزلهم بهذه الطريقة المخلة..
تمنيت لو إتسعت دائرة رؤية مبعوث الأمم المتحدة ليستوعب في تقاريره هتافات شارع مختلف ظل يمارس الصمت النبيل خلال الفترة الماضية علي عبث الجميع وآن الاوان أن يقول كلمته! ليس لدي معلومة عن الجهات التي نظمت الحراك الذي أزعج بيرتس ولكن أيا كانت الجهات التي تولت هذا العمل! يظل نشاطا مطلوبا في ظل ما يواجه السودان من مخاوف تهدد بإختطاف قضاياها وتوظيفها لأجندة خارجية يعلمها فولكر مهندس واقع سوريا المأساوي من خلفه من سماسرة الأزمات داخل المؤسسات الدولية.
أصبح السودان ضيعة خاصة بالبعثات الاجنبية! و بات بلدا محتلا ومستباحا بواسطة بعض رؤساء البعثات الدبلوماسية الذين يتحركون فيه بلا ضابط أو رقيب! لايوقفهم حياء! أو مجرد إحساس بأنهم داخل بلد ينبغي أن يحترموا قراره الوطني وسيادته الداخلية.
فليعلم فوكلر أن هذه المسيرة لن تكون الأولي ولا الأخيرة في ظل إحساس غالب من السودانيين بأن القرار الوطني للأسف لم يعد محصنا من التدخل الأجنبي! ماكان يحدث الأمس ب( الدس) ومن خلف الكواليس وداخل الإجتماعات السرية بات يمارس في السودان عيانا بيانا وفي الهواء الطلق.
لن تتوقف المظاهرات التي تطلبك في عقر دارك يا فولكر طالما ظلت الأجندة الوطنية مختطفة بواسطة تحركاتكم المريبة وإنحيازكم السافر لأطراف في مواجهة أخري موجودة وفاعلة في البلاد بما فيها المؤتمر الوطني واصدقاءه..
الأجدي أن تكون (محضر خير) وتقف علي مسافة متساوية من الجميع وإلا فإن المسيرات إلي مباني بعثة الأمم المتحدة بالخرطوم لن تتوقف!!
✍محمد عبد القادر